سباق بين ترامب وبايدن لقطف ثمار إنجاز اتفاق غزة
تبارى الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفه المنتخب دونالد ترامب، لقطف ثمار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أمس الأربعاء، حيث أرجع كل منهما الفضل في صفقة غزة إلى شخصه وإدارته، فترامب أعلن أنه القوة المحركة وراء الاتفاق، في الوقت الذي أكد فيه بايدن خلال خطاب الوداع أن الاتفاق جرى التوصل إليه بموجب خطته التي وضعها في أيار/مايو الماضي.
وقال بايدن، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة اعتمد على إطار العمل الذي طرحه في السابق، بينما قال ترامب إنه لولا نجاحه في انتخابات الرئاسة الأميركية ما كان للاتفاق أن يتم.
وأشار بايدن إلى أن الاتفاق النهائي يعكس إلى حد كبير إطار الاقتراح الذي طرحه في أيار/مايو. وابتسم عندما سأله أحد المراسلين عمن ينسب له الفضل في إعلان الاتفاق قائلًا: “هل هذه مزحة؟”. ولم يأخذ الرئيس الأميركي السؤال حول اتفاق غزة برحابة صدر، بل رد بطريقة فيها شيء من السخرية والاستغراب، إذ اعتبر أن لا جدال حول فضل إدارته التي بدأت تحزم حقائبها، في فرض اتفاق الهدنة في غزة.
وأضاف بايدن في خطاب الوداع الذي ألقاه، مساء الأربعاء، من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض إن “فريقي طور هذه الخطة وتفاوض عليها، وسيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة، لهذا السبب طلبت من فريقي إبقاء الإدارة القادمة على إطلاع كامل”.
إلا أن لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب رأيًا آخر، فقد أكد مستشاره للأمن القومي مايك والتز، أن الفضل يعود لقوة ترامب والزخم الذي أتى به انتخابه.
وسارع ترامب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإعلان عن أنه هو صاحب الفضل في الانفراجة التي جاءت بعد أشهر من المفاوضات. وقال ترامب: “هذا الاتفاق الملحمي لوقف إطلاق النار ما كان ليتم لولا انتصارنا التاريخي في تشرين الثاني/نوفمبر، إذ أشار ذلك للعالم أجمع إلى أن إدارتي ستسعى إلى السلام والتفاوض على الصفقات لضمان سلامة جميع الأميركيين وحلفائنا”.
وكان ترامب قد أرسل مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للمشاركة في المحادثات في الدوحة، حيث ظل هناك خلال آخر 96 ساعة من المفاوضات التي أفضت إلى إعلان الاتفاق.
وفي إفادة للصحفيين، أشاد مسؤول كبير في إدارة بايدن بمبعوث ترامب لمساعدته في التوصل إلى الاتفاق، مشيرًا إلى أنه عمل جنبًا إلى جنب مع مبعوث بايدن، بريت ماكجورك الذي كان في الدوحة منذ 5 كانون الثاني/يناير.
ويأتي هذا التدافع في حين يصر بايدن وترامب على أن يصبح الاتفاق جزءًا من نجاح الشرق الأوسط لإرث رئاستهما، وعملت إدارة بايدن لأشهرٍ على التوسط في السلام في محادثات كانت قريبة من النجاح قبل أن تنهار مرارًا وتكرارًا بشكل محبط، بينما حذر ترامب مرارًا من “جحيم” إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه المقرر يوم الاثنين، خصوصًا في ظل المماطلة والتعنت الذي كان يمارسه رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو في عهد بايدن.