السيد الحوثي: حظر الملاحة “الإسرائيلية “خطوة أولى لمواجهة تجويع الشعب الفلسطيني

أعلن قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، أنّ “قرار حظر ملاحة العدوّ “الإسرائيلي” عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي دخل حيَّز التنفيذ، مؤكدًا أنّ “أي سفينة “إسرائيلية” تعبر في منطقة العمليات المُعلَنة سيتم استهدافها”.
وأشار السيد الحوثي، في كلمة متلفَزة اليوم الأربعاء 12 آذار/مارس 2025، إلى أنّ “حظر الملاحة “الإسرائيلية” هو الخطوة الأولى فقط”، كاشفًا عن أنّ “هناك خيارات عملية أخرى مطروحة على الطاولة إذا استمر العدوّ في تجويع الشعب الفلسطيني”.
وفيما أكد أنّ “ما يقوم به العدوّ من منع دخول المساعدات إلى قطاع غزّة وإغلاق المعابر يهدف إلى تجويع الشعب الفلسطيني في القطاع”، رأى أنّ “التجويع لمليوني فلسطيني في قطاع غزّة جريمة كبرى تُوصَف بكلّ أوصاف الجرائم الكبرى، هي جريمة حرب، هي جريمة ضدّ الإنسانية”.
الموقف العربي والإسلامي: إدانة بلا خطوات عملية
وفي السياق، لفت إلى أنّ الصمت العربي تجاه هذه السياسات “يعدّ خيانة وتحللًا من المسؤولية تجاه قضية الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنّ “ما يقدم عليه العدوّ “الإسرائيلي” من خطوات عدوانية يأتي بدعم أميركي، وبموافقة ضمنية من الأنظمة العربية والإسلامية التي تُظهر تراجعًا في مواجهة التصعيد الإسرائيلي”.
وأضاف السيد الحوثي أنّ المواقف العربية والإسلامية “لا ترتقي إلى مستوى المسؤولية الإنسانية والدينية والأخلاقية تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى أنّ البيانات الصادرة عن القمم العربية “عادةً ما تكون خفيفة في اللهجة، ولا تتبعها خطوات عملية على المستويين الدبلوماسي أو الاقتصادي”.
وذكر أنّ البنك الدولي كشف عن قيام بعض الأنظمة العربية بفتح مسار بري للالتفاف على الحصار المفروض من اليمن، وهو “ما يعد دعمًا للعدو الإسرائيلي”. وأردف متساءلًا: “هل ستنكر الأنظمة العربية ما أعلنه البنك الدولي أم أنها فعلًا متورطة في ذلك؟”.
وأشار، في هذا الإطار، إلى الفيديوهات التي كانت تُنشر في مرحلة العدوان للشاحنات المحملة بالبضائع التي ينقلها العرب إلى الاحتلال الإسرائيلي.
ورأى السيد الحوثي أنّ سقف التنديد العربي “مسألة خطيرة جدًا تشجع العدوّ “الإسرائيلي” في مساره التصعيدي المتدرج”، مضيفًا: “لا يجوز لشعوب أمتنا أن تربط مواقفها بمستوى سقف الأنظمة العربية، لأنّه سقف يعبّر عن حالة التخاذل والتنصل من المسؤولية”.
وبالنسبة إلى الرفض العربي لإعطاء أراضي لتهجير الشعب الفلسطيني، فقد قال السيد الحوثي إنّه “جيد”، لكنّه “في مستوى متدنٍ جدًا مقارنة بما يجب عليهم أن يفعلوا”.
وأكّد أنّ قبول الأنظمة العربية بالتهجير “سيحولها إلى أنظمة معتدية بشكل مباشر على الشعب الفلسطيني”.
وقال: “هناك من الأنظمة العربية من يعادينا أشد العداء.. لماذا؟ لأنّنا نقف مثل هذه المواقف المساندة للشعب الفلسطيني”، مضيفًا أنّ “بعضاً من الأنظمة العربية، حتّى المتعاطفة معنا، ترى في موقفنا هذا حماقة، وترى فيه تهورًا”.
وتابع: “واقع الأنظمة العربية، إمّا أنّها متخاذلة، أو تعادي من يتخّذ المواقف العملية ضدّ التصعيد العدواني الإجرامي للعدو”، لافتًا إلى أنّ “هناك من يصنّف الموقف اليمني على أنّه موقف لا ينسجم مع المصالح العامة والمكاسب السياسية، والمصالح الاقتصادية”.
وشدّد السيد الحوثي على أنّه بدلًا من ذلك، “يجب أن يُوجّه كلّ اللوم والضغط إلى العدوّ الإسرائيلي، لأنّه يريد أن يجوع الشعب الفلسطيني”، كما أنّ “الدعم الأميركي يجعل العدوّ يُقدم على خطوات عدوانية كبيرة لا يمكن أن يتوقف عنها إلاّ بالردع والمواقف القوية العملية”.
يأتي ذلك بعدما أعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس الثلاثاء، استئناف حظر عبور السفن “الإسرائيلية” كافةً في منطقة العمليات المحدّدة في البحرين الأحمر والعربي، وفي باب المندب وخليج عدن.
وأكّدت القوات المسلحة أنّ ذلك يأتي إسنادًا وانتصارًا لمظلومية الشعبِ الفلسطيني ومجاهديه، وبعد انتهاء المدة المحدّدة للمهلة، والتي منحها قائد حركة أنصار الله، للوسطاء من أجل دفع الاحتلال “الإسرائيلي”، والضغط عليه لإعادة فتح المعابر، وإدخال المساعدات لقطاع غزّة، ونظرًا إلى عدم تمكّن الوسطاء من تحقيق ذلك.