رئيس تحالف الفتح هادي العامري: لخروج الأمريكيين من العراق اليوم قبل الغد
أكد رئيس تحالف الفتح والقيادي في الإطار التنسيقي في العراق هادي العامري أنه ينبغي خروج كل القوات الأميركية من العراق اليوم قبل الغد، وأنه لا يوجد أيّ غطاء قانوني لذلك الوجود، وأن الحديث عن المستشارين والمدربين مجرد أكذوبة.
وقال العامري في تصريحات صحفية إن “لا غطاء قانونيًا للوجود الأميركي في العراق، وإن الإدعاء بأنهم متواجدون بطلب من الحكومة العراقية لمواجهة تهديدات تنظيم داعش الارهابي لما يشكّله من خطر عالمي، يعني طلب المساعدة بالجهد الاستخباري والجوي، لذا لا يوجد أي مبرر لهذا التواجد”.
وأوضح أن “الحديث عن المستشارين والمدربين أكذوبة، بالتالي يجب خروج هذه القوات الأمريكية من العراق اليوم قبل الغد”، مشيرا إلى أنه “طلب من الحكومة الدخول بحوار جاد مع الولايات المتحدة الاميركية لخروج قواتها من البلاد في اسرع وقت”، معتبرا أن “الحكومات السابقة دخلت بعمليات تسويف في خروج القوات الأميركية”.
وشدّد العامري على أنه “حان الوقت لخروج قوات التحالف الدولي من العراق، إذ لم تعد هناك حاجة أو مبرر لبقائها، وانه ما دامت قوات التحالف الدولي موجودة فلا يتوقع أحد بناء القدرات العسكرية للجيش العراقي وباقي المؤسسات الأمنية”.
وأشار الى أن إستهداف وجود القوات الأميركية في قاعدتي عين الأسد وحرير من قبل فصائل المقاومة الإسلامية في العراق بعد فترة زمنية من الهدوء، يشكل ردة فعل طبيعية تجاه إنحياز أميركا وبعض الدول الأوربية إلى جانب الكيان الصهيوني في إرتكابه جرائم الحرب بحق أهلنا في غزة”.
تأتي تصريحات رئيس تحالف الفتح، في الوقت الذي ازدادت وتيرة الهجمات التي تشنها فصائل المقاومة الاسلامية العراقية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على القواعد العسكرية التي تتمركز فيها القوات الاميركية، كقاعدة عين الاسد في محافظة الانبار، وقاعدة حرير في محافظة اربيل، فضلا عن قواعد عسكرية اخرى في سوريا، ردًا على المواقف الاميركية الداعمة للكيان الصهيوني، وهو يمارس ابشع الجرائم ضد ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقد اعترفت واشنطن بتعرض قواتها لاكثر من خمسين هجوما منذ اندلاع معركة “طوفان الاقصى” في السابع من شهر تشرين الاول-اكتوبر الجاري.
يذكر أنه في نهاية عام 2011، أنسحبت الولايات المتحدة الاميركية من العراق بشكل كامل وفقا للاتفاقية الامنية التي أبرمت بين بغداد وواشنطن في عام 2008، وأبقت على عدد قليل من المستشارين العسكريين، بيد أنه بعد اجتياح تنظيم داعش الارهابي لمدن ومناطق عديدة من البلاد في صيف عام 2014، عادت الولايات المتحدة الى العراق تحت غطاء التحالف الدولي لمحاربة الارهاب.
وفي الخامس من شهر كانون الثاني/يناير من عام 2020، صوّت البرلمان العراقي بالإجماع على إلزام الحكومة بإخراج كافة القوات الأميركية من أراضي البلاد، وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من اغتيال كل من نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي بواسطة طائرات أميركية مُسيّرة، الأمر الذي أشعل موجة غضب شعبي على نطاق واسع ضد الولايات المتحدة، ورفع وتيرة الأصوات المطالبة بوضع حد للتواجد الاميركي وانهائه بصورة كاملة.
وارتباطًا بذلك، أبرمت بغداد وواشنطن اتفاقا في السادس والعشرين من شهر تموز/ يوليو من عام 2021، يقضي بإجلاء جميع القوات القتالية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بحلول نهاية ذلك العام، إلّا أن الولايات المتحدة بقيت تماطل وتتملص من تنفيذ الاتفاقيات المبرمة والالتزامات المترتبة عليها.