“حماس”: ندعو واشنطن للتراجع عن موقفها الداعم للاحتلال في عدوانه وحرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا
طالب القيادي في حركة “حماس”، أسامة حمدان، الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن، أن يتراجعوا عن موقفهم الداعم للاحتلال في عدوانه وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق شعبنا الفلسطيني، ويقدّموا اعتذاراً عن تبنّيهم الرواية الصهيونية الكاذبة.
وحمّل حمدان الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن مسؤولية مباشرة عن استمرار عدوان الاحتلال النازي على شعبنا بأسلحة ودعم أمريكي، وعليه فإننا نطالبهم أن يتحمّلوا المسؤولية أيضاً في وقف العدوان ووقف حرب الإبادة الجماعية ضد الأطفال والمدنيين العزّل.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء الأحد حول ما كشفته التحقيقات عن مجزرة الحفل الغنائي بغلاف غزة يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر وتصاعد العدوان النازي الإرهابي ضد قطاع غزة، طالب القيادي في “حماس” أيضاً كافة الدول الأوروبية، التي تبنّت رواية الاحتلال، بأن تعتذر وبأن توقف كافة أشكال دعمها للاحتلال، وإلا فإنها تعد شريكة للاحتلال النازي في هذا العدوان الفاشي.
كما دعا مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، للانعقاد واتخاذ قرار مسؤول بوقف عدوان الاحتلال النازي على قطاع غزة فوراً.
حمدان دعا أيضا الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والتعاون الإسلامي، إلى إدانة الكيان الصهيوني وتحميله كامل المسؤولية السياسية والقانونية والمادية عن حرب الإبادة الجماعية والدمار الذي شهده قطاع غزة.
ودعا أيضا جامعة الدول العربية والتعاون الإسلامي، إلى فتح معبر رفح والممرات الإنسانية فوراً بموجب قرار القمة العربية والإسلامية الطارئة قبل أسبوع، فكل ساعة تمر ثمنها عشرات الأرواح من الأطفال والمدنيين.
وطالب حمدان أيضًا جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الإسلامي، بالسعي الجاد مع الأمم المتحدة، لتشكيل محكمة خاصّة لمحاسبة قادة الاحتلال، النازيون الجدد، على ما ارتكبوه من جرائم بحق شعبنا وقتلهم لنحو 13 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء. فإن كان هناك من مصداقية باقية على الجميع أن يتحمّل المسؤولية وأن لا يسمحوا لهؤلاء النازيون الجدد من التفلّت من العقاب.
حمدان قال في مؤتمر الصحفي “تصاعدت وتيرة مجازر الاحتلال في الأيام الأخيرة، حتى لا يكاد يمضي يوم بدون مجزرة مروّعة يشاهدها العالم على شاشات التلفزة، فمن مجرز مدرسة الفلاح، ومجزرة مدرسة الفاخورة، وتل الزعتر بالأمس في جباليا، إلى مجرزة الشيخ رضوان اليوم، والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء، هذا ناهيك عن القتل المستمر على مدار الساعة بحق الأطفال والمدنيين العزّل، من شمال القطاع إلى جنوبه”.
وأضاف “ومع الألم الذي يعتصرنا على وقع المذابح النازية اليومة بحق شعبنا، إلا أننا نود التوقف والحديث بشأن رواية الاحتلال التي بَنى عليها عدوانه وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة.
وأردف “تابعنا جميعاً نتائج تحقيق شرطة الاحتلال الذي نشرته العديد من وسائل إعلام الاحتلال، بشأن استهداف المُحتَفلين في مستوطنة (ريعيم) في غلاف غزة، في السابع من أكتوبر، والذي أشار إلى أنَّ طائرات حربية من نوع “أباتشي” هي منْ قصفت المشاركين في الحفل الموسيقي، وأنَّ تفحّم الجثث كانت نتيجة صواريخ حارقة من طائرة حربية صهيونية”.
علاوة على ذلك، أشار أيضاً إلى ما قاله مستشار بنيامين نتانياهو، بأن 200 جثة من أصل 1400 قتلوا في السابع من أكتوبر كانت لفلسطينيين، وقال “هذا الاحتفال والذي حضره نحو 4 آلاف مستوطن وأجنبي، انعقد بعلم الاحتلال الذي كان يعلم إحداثياته جيداً، لا سيّما وأن شرطة الاحتلال كانت قد وافقت على تمديد الحفل إلى يوم السبت”.
ولفت إلى أن “كل ذلك يؤكّد يما لا يدع مجالاً للشك، أن الاحتلال، وأمام فشله الأمني والاستخباري والعسكري في السابع من أكتوبر، كان يرتكب مجزرة بحق من حضروا الحفل، نتيجة الإرباك وحالة الفوضى التي دبت في قيادة الكيان، وأجهزته الأمنية وجيشه المهزوم”.
كما لفت إلى أن “الأمر لم يتقتصر على ذلك، بل قام الاحتلال بقصف العديد من منازل المستوطنين، بناء على شكّه بوجود مأسورين في هذه المنازل ما زاد من أعداد القتلى المستوطنين بطائرات الاحتلال، التي أقلعت وقصفت العديد من المناطق في غلاف غزة منذ الساعة الأولى لعملية طوفان الأقصى التي كانت تستهدف بشكل مباشر فرقة غزة وقواعدها العسكرية”.
واعتبر حمدان أن “هذا النهج من الكذب والذي يتبناه الاحتلال ويعتمد عليه في كل عملياته وتحركاته، شاهدناه أيضاً في مسرحية مشفى الرنتيسي للأطفال، ومجمع الشفاء الطبي الذي زعم الاحتلال استخدامه كقاعدة عسكرية لحماس ومكاناً لإخفاء أسراه من الضباط والجنود”.
كما أشار إلى أنه “علاوة على انفضاح رواية الاحتلال وكذبه بخصوص المشافي، قام جيش الاحتلال النازي، بعد أن قتل العشرات من الأطفال الخدّج بدم بارد، نتيجة قطع الماء والكهرباء ومنع الأدوية والغذاء، قام بتحويل مستشفى الرنتيسي للأطفال، ومجمع النصر، ومجمع الشفاء الطبي إلى قواعد عسكرية، بعد أن أخرج مئات المرضى ذوي الحالات الصعبة، وطرد الأطقم الطبية وآلاف النازحين، بقوّة السلاح والدبابات المتمركزة في باحات المشافي”.
وتابع قائلا “في المقابل شاهد العالم أخلاق رجال المقاومة النابعة من تعاليم ديننا الحنيف، والتزاماً بقيمه الرَّاسخة في السلم والحرب، في عدم استهداف المستوطنين، حين روت إحدى المستوطِنات كيف رفض مقاتلو القسَّام إيذاءها رفقة أولادها في اليوم الأوّل من معركة طوفان الأقصى، وسمحوا لها بالعودة، كما تحدّثت ومستوطنات أُخريات للإعلام العبري في مستوطنة (أوفَكيم) عن أخلاق المقاومين في كتائب القسام وإنسانيتهم؛ وليس أدل على ذلك، قيام عناصر كتائب القسام بإعداد الحليب للأطفال، بينما يحرم جيش الاحتلال النازي المجرم الأطفال الخدّج في الشفاء من الحليب أمام شاشة التلفزة التي يشاهدها العالم أجمع دون تحريك ساكن، ومواصلة منعه لكافة أساسيات الحياة عن 2 مليون و3 ألف فلسطيني في قطاع غزة”.