هنية: أي ترتيبات في غزة دون حماس وفصائل المقاومة وهمٌ وسراب
شدّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على أنّ “أيّ رهانات على ترتيبات في غزة دون حماس وفصائل المقاومة هي وهم وسراب”، مضيفًا “منفتحون على نقاش أي أفكار أو مبادرات يمكن أن تفضي إلى وقف العدوان وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة وقطاع غزة”.
كلام هنية جاء خلال كلمة متلفزة له الأربعاء 13 كانون الأول/ديسمبر، في اليوم الـ68 للعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وقال هنية: “لا يزال شعبنا المجاهد ومقاومته الباسلة يقدمان صورة مشرقة في الجهاد والنضال والصمود الأسطوري في مسيرته الطويلة لدحر الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا”، متابعًا “لقد سخّرت الحركة منذ انطلاقتها في 14/12/1987، والذي يوافق غدًا ذكراها الـ36 كل ما لديها من إمكانيات ومقدرات لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير”.
ورأى أنّ “معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر وجهت ضربة مدوية للاحتلال، هزّت كيانه وقيادته العسكرية والسياسية والاقتصادية والأمنية وبنيته الاجتماعية”، موضحًا أنّه “لا تزال تتجلى بطولات وبسالات كتائب القسام وفصائل المقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني، وتُوقع فيه الخسائر الفادحة في شمال القطاع وفي جنوبه، وكان آخرها المشاهد البطولية في الشجاعية وجباليا وغيرهما، وكذلك العمليات المشتركة بين كتائب القسام وإخوانهم في سرايا القدس”.
وصرّح هنية بأنّ “هذا الصمود الأسطوري أنشأ تفاعلات لها ما بعدها، حتى باتت تحالفات العدو على المحك”، وقال: “وقد توقفنا خلال الساعات الماضية أمام مواقف دولية وغربية لافتة، سيكون لها تأثيراتها على المدى القريب والبعيد”.
وأكّد أنّ “كل روح أزهقت لطفل أو طفلة، رجل أو امرأة كبارًا أو صغارًا، كل دمعة نزلت من عين أم أو أب أو طفل، هي دموع غالية، وكل بيت أو حلم دمرته الهجمات الصهيونية، وكل معاناة من جوع وعطش ونقص في الأموال والأنفس والثمرات ستبقى محفورة في ذاكرتنا، لا يمكننا نسيانها أو التسامح مع مرتكبيها، وسيدفع العدو ثمن كل ذلك مهما طال الزمن”.
وتابع هنية: “نحن في قيادة الحركة نبذل مع الجميع بما ذلك الجهات الدولية، جهودًا مكثفة من أجل إغاثة شعبنا والتخفيف من معاناته”.
وأردف: إنّ “الاحتلال لم يكتفِ بحربه على شعبنا في غزة، بل يكثّف من جرائمه واغتيالاته في الضفة والقدس ويمارس أبشع أنواع العنصرية ضد أبناء شعبنا في الـ48، ويستهدف شعبنا في الشتات، وذلك يؤكد أن شعبنا في كل أماكن وجوده كان وما زال هدفًا لاحتلال العدو وعدوانه”.
هذا، ودعا هنية “شعوب أمتنا العربية والإسلامية لتوسيع مساحة فعلها بما يتناسب مع حجم هذا العدوان وحجم هذه التضحيات، حتى لا يسجل التاريخ أن أمة يزيد عددها عن 1.5 مليار لم تبذل كل ما بوسعها لتنقذ جزءًا عزيزًا من أبنائها نهض مجاهدًا من أجل تحرير أرضه، ودفاعًا عن مقدسات الأمة وكرامتها”.
وتابع: “نتوقف بكل احترام وتقدير أمام الحراك الشعبي الدولي نصرة لفلسطين وشعبها في مختلف مدن وعواصم العالم، على مستوى الجماهير والنخب الفكرية والسياسية والإعلامية، ولكل الذين يساندون المعركة بطريقتهم الخاصة من خارج فلسطين”.
إلى ذلك، عبّر هنية عن التقدير “لمواقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وخاصة رسالته لمجلس الأمن حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية باعتبارها تهديدًا للأمن والسلم الدوليين”، مرحّبًا بـ”القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس والذي ينص على وقف إطلاق النار بأغلبية ساحقة”.
وقال: “نحن على يقين أن العدوان الغاشم سوف ينتهي، وستبقى المقاومة حارسًا أمينًا على حقوق شعبنا وتطلعاته المشروعة”.
وأضاف: “نؤكد أنّنا منفتحون على نقاش أي أفكار أو مبادرات يمكن أن تفضي إلى وقف العدوان وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة والقطاع، وصولًا إلى المسار السياسي الذي يؤمن حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
ودعا هنية الدول العربية والإسلامية للتحرك “في موقف حازم لإسناد شعبنا في معركته واستخدام كل الخيارات والأوراق لوقف هذا العدوان”، وتابع: “أؤكد أننا صامدون، ومقاومتنا مقتدرة وشعبنا صابر وثابت مجاهد، ونحن على ثقة بأن الاحتلال إلى زوال بإذن الله”.
وختم مخاطبًا أهالي غزة الذين يعيشون تحت القصف وفي الخيام وفي أماكن النزوح ويشيعون الشهداء ويضمدون الجرحى ويعيشون بين الألم والأمل قائلًا: “في ظل صمودكم الأسطوري ومقاومتنا الباسلة، وفي ظل الحراك السياسي مع الأشقاء والأصدقاء فإننا نرى أن هذه المعركة البطولية تقترب من نهايتها المشرقة”.