المأساة مستمرة في غزة والكارثة الصحية تتفاقم
ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 18608 شهداء و 50594 مصابًا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة: “خلال الساعات الماضية ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 مجزرة وجرائم إبادة جماعية ممنهجة في مناطق قطاع غزة كافة”. وأضاف القدرة، في مؤتمر صحفي: “وصل إلى المستشفيات 196 شهيدًا و 499 مصابًا خلال الساعات الماضية وما يزال عدد كبير من الضحايا تحت الانقاض وفي الطرقات”.
وتابع: “قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز عددًا من الكوادر الطبية على رأسهم مدير مستشفى كمال عدوان د.أحمد الكحلوت للاستجواب تحت التعذيب وحرمانهم من الطعام والشراب، وقد أخلت سبيل عدد منهم ثم أطلقت عليهم النار، ما أدى إلى إصابة 5 من الطواقم والجرحى والنازحين”.
وأردف: “قوات الاحتلال تشدّد حصار مستشفى كمال عدوان واستهدافه بإطلاق النار باتجاه غرف المرضى والساحات، وتمنع عنهم الماء والطعام والكهرباء ونخشى وفاة 12 طفلاً في عناية الأطفال، نتيجة تركهم بلا حليب ومن دون أجهزة دعم الحياة”.
الحصار على حاله
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة: “وما يزال الاحتلال الإسرائيلي يشدّد حصاره لمستشفى العودة ويمنع الماء والطعام والكهربا ووصول الجرحى والمرضى إليه، ونخشى أن يقدم على اقتحامه بعد مستشفى كمال عدوان. وأكد أن الإجرام الإسرائيلي ضد مستشفيات شمال غزة هدفه إنهاء الوجود الصحي وإجبار سكان المنطقة على النزوح القسري”.
وقال: “الوضع الصحي، في مستشفيات جنوب غزة، لا يطاق وفقدنا القدرة الاستيعابية والعلاجية ونفاضل بين الحالات لإنقاذ حياة ما يمكن إنقاذه من بين الأعداد الكبيرة التي تصل إلى مستشفيات الجنوب”. وناشد المؤسسات الدولية بدعمه بالأدوية والمستهلكات الطبية والوقود والفرق الطبية المتخصصة.
وأشار القدرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 38 كادرًا صحيًا على رأسهم الدكتور محمد أبو سلمية مدير عام مجمع الشفاء الطبي، منذ بدء العدوان في ظروف غير إنسانية من الاستجواب تحت التعذيب والتجويع.” وبيّن : “العدوان الإسرائيلي ضد المنظومة الصحية فقد أدى إلى استشهاد 300 من الكوادر الطبية وتدمير 102 سيارتين للإسعاف.
الكارثة الصحية متواصلة
وأعلنت الناطق باسم وزارة الصحة عن نفاد تطعيمات الأطفال بالكامل ما سيتسبب بانعكاسات صحية كارثية على صحة الأطفال وانتشار الأمراض، وخاصة بين النازحين في مراكز الإيواء المكتظة، مطالبًا المؤسسات الأممية بسرعة التدخل لتوفير التطعيمات اللازمة وضمان وصولها إلى مناطق قطاع غزة كافة لمنع الكارثة.
ووصف القدرة الوضع الصحى والإنساني، في مراكز وأماكن الإيواء، بأنه قاتل نتيجة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية وسوء التغذية وقلة مياه الشرب والنظافة الشخصية.
وقالت وزارة الصحة إنها رصدت 327 ألف إصابة بالأمراض المعدية، وصلت إلى المراكز الصحية من مراكز الإيواء. وأضافت: “هذا العدد هو الذي استطاع الوصول إلى المراكز الصحية، ونرجح أن يكون أكثر بكثير”.
وطالبت المؤسسات الأممية بايجاد آليات فاعلة لتوفير المقومات المعيشية والصحية والرعاية الصحية داخل مراكز الإيواء، وخاصة للنساء الحوامل والأطفال والمرضى المزمنين والجرحى, ودعت الوزارة شركاء العمل الصحي إلى اقامة نقاط طبية وعيادات متنقلة لتوفير الرعاية الصحية للنازحين مع زيادة أعدادهم في المناطق الغربية لمحافظتي خان يونس ورفح.
وقالت: “ما يزال الاحتلال الإسرائيلي يشدّد قيوده ويتحكّم بدخول المساعدات الطبية ويستخدمها كسلاح لقتل الجرحى والمرضى”، مطالبًا بتوفير ممر إنساني آمن يضمن تدفق الامدادات الطبية والوقود ووصولها لمستشفيات القطاع كافة.
وطالبت المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل توفير الاحتياجات الدوائية والوقود لتشغيل مجمع الشفاء الطبي، والذي يمثل الملاذ الأوحد للجرحى والمرضى والولادة والأطفال بعد خروج مستشفيات شمال غزة عن الخدمة. وطالبت الدول والمؤسسات الدولية كافة بإقامة مستشفيات ميدانية شمال غزة لإانقاذ الجرحى والمرضى.