تشييع حاشد للشهيد العاروري ورفاقه في لبنان.. وتأكيد على استمرار المقاومة
شيّعت حركة حماس وجماهير المقاومة الفلسطينية واللبنانية، عصر الخميس، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد الشيخ صالح العاروري والقياديين في كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد عزام الأقرع والشهيد محمد الريس الذين اغتيلوا يوم الثلاثاء الماضي، في بيروت بمشاركة شعبية وسياسية وحزبية ودينية حاشدة.
وبحضور حشد كبير، انطلق موكب التشييع من أمام مسجد الإمام علي (ع) في الطريق الجديدة باتجاه مقبرة الشهداء عند دوار شاتيلا، بعد إقامة صلاة الجنازة على جثامين الشهداء داخل المسجد، إذ حمل المشاركون في التشييع الأعلام الفلسطينية ورايات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولفّ نعش الشهيد العاروري بالعلم الفلسطيني وراية حماس.
وتحدث خلال مراسم التشييع القيادي في حركة حماس أحمد عبد الهادي، مشدّدًا على “أن العدو إذا ظن أنه بغدره يمكن أن يفتّ من عضد المقاومة فهو واهم لأن دماء الشهداء لطالما أضاءت طريق المقاومة والتحرير”.
وتخلّلت المراسم كلمة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لفت فيها إلى أن فلسطين ولبنان يودعان اليوم مع أبناء الأمة رجالاً أشداء خاضوا غِمار المعارك في كل الميادين والاتجاهات، مؤكدًا أن “الشهيد العاروري حمل الأمانة ورفع الراية قائداً في حركتنا المجاهدة وعلى رأس قيادة الضفة حيث رسم مسارات إستراتيجية”.
وأشار هنية إلى أن الضفة تواجه تحديات متعددة من العدو ومن القريب والبعيد ونجحت في استئناف المقاومة فيها، معتبرًا أن “عملية اغتيال الشهيد العاروري في قلب العاصمة بيروت دليل على العقلية الدموية للاحتلال ونهجه منذ عقود”، وقال إن “سياسة الاغتيال ممتدة منذ أن طاولت أيضًا قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان كما حصل مع السيد عباس الموسوي، لافتًا إلى أن “هذه الجريمة ستبقى شاهدة على دموية الاحتلال كمجزرة صبرا وشاتيلا”.
وأضاف هنية أن العدو خاب اعتقاده بعد أن ظن أنه سيتمكن من أن يحبط الشعب من خلال عمليات الاغتيال، مشيرًا إلى أن “معركتنا طويلة، لكن قدرتنا أكبر وإرادتنا أعظم، ونحن على يقين بالنصر”.
وأكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن العدو فشل في ضرب روح المقاومة وفرض شروطه على طاولة المفاوضات وهو لن ينجح في جعل الحركة تتخلى عن إستراتيجيتها، مشدّداً على أن المقاومة ستمضي على طريق الشهداء في غزة والضفة ولبنان وكل جبهات المقاومة.
من جهته، أكّد مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله، حسن حب الله، أن الشهيد القائد صالح العاروري انتصر على “إسرائيل”، مشيرًا إلى أن “سياسة الاحتلال القائمة على الاغتيال زادت من قوة المقاومة وشراستها وعزيمتها حتى باتت “إسرائيل” تخاف على وجودها”.
واعتبر حب الله أن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال مركبة من جزأين: استهداف قيادي في المقاومة، والمس بلبنان والمناطق المدنية الآمنة، مشدّدًا على وجوب أن يحاسب الاحتلال على جرائمه الثلاث وأن “الرد آت، وهذا الأمر لن يمر من دون حساب، وعلى العدو أن يتوقع الكثير”.
وأضاف أن “المقاومة اليوم ليست محصورة في منطقة ضيقة بل هي ممتدة إلى البحر الأحمر”.
وخاطب مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله أهل الضفة قائلًا “كل رهان على غير المقاومة سقط، وهي ستعيد الحق إلى أصحابه، وهي التي ستحرر”.
وفي السياق عينه أكّد الأمين العام للجماعة الإسلامية محمد طقوش، خلال تشييع الشهيد القائد العاروري، الاستمرار في المسيرة نحو القدس والمحافظة على مكتسبات طوفان الأقصى، وأن الرد سيكون بالمستوى اللائق بمكانة الشيخ صالح.