نصر الله في ذكرى القادة الشهداء: استهداف المدنيين لا يمكن أن يمر دون رد.. وسيدفع العدو الثمن
أكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ان “ثمن دماء المدنيين سيكون دماءً وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس إسرائيلية”،واضاف إنّ “هدف العدو الإسرائيلي من قتل المدنيين، الضغط على المقاومة لتتوقف، لأن كل الضغوط منذ 7 أكتوبر كان هدفها وقف جبهة الجنوب”، مؤكداً أنّ المقاومة لا تتحمل موضوع المس بالمدنيين “ويجب أن يفهم العدو أنه ذهب في هذا الأمر بعيداً”، مشددًا على أنّ الجواب على المجزرة، “يجب أن يكون مواصلة وتصعيد العمل في الجبهة”، مؤكداً أنّ استهداف مستوطنة “كريات شمونة” بعشرات صواريخ الكاتيوشا وعدد من صواريخ “الفلق”، “هو ردٌ أولي”، على ما جرى في النبطية والصوانة، متوجهاً للصديق والعدو بالقول إن “نساءنا واطفالنا الذين قتلوا في النبطية والصوانة وغيرها من قرى الجنوب سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماءً”، متوجهًا للعدو قائلًا أن “هذه الجبهة لن تتوقف مهما اعتديتم وقتلتم وهددتم”، مذكرهم بأن هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة الى ايلات”.
وخلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله بمناسبة يوم القادة الشهداء قال السيد نصر الله، إننا اليوم نحيي الذكرى السنوية لقادتنا الشهداء، ونشعر بهم أكثر من أي وقت مضى، مشددًا على أن حضورهم أشد تأثيراً وهداية إلى الموقف والطريق والهدف.
وأشار السيد نصر الله إلى أن هذه المسيرة والمقاومة من صفاتها ومميزاتها الأساسية أن علماءها وقادتها تقدموا ليكونوا شهداء وأحياناً مع عائلاتهم الشريفة، وأردف أنه في إحيائنا اليوم نشعر أننا أكثر تثبيتاً في ساحة التضحيات عندما نتذكر السيد عباس وأم ياسر والشيخ راغب والحاج عماد، مؤكدًا أننا نحن اليوم أقوى أملاً ويقيناً بالنصر الآتي، وسأل سماحته لو كان هؤلاء القادة الشهداء فينا اليوم كيف كان سيكون الموقف؟ هل كان سيكون الحياد؟ أم كان سيكون الموقف هو الدعم والإسناد والنصرة والضغط والمساندة لمنع العدو من تحقيق أهدافه.
ورأى السيد نصر الله أن كل من في هذه المسيرة ضحَّى ويضحي، لافتًا إلى أن هذه القوافل من الشهداء والجرحى ومن الأهالي الذين هُجروا ودمرت بيوتهم منذ بداية الصراع مع العدو كانت الصفة الأهم أن هؤلاء لم يضعفوا ولم يهنوا مهما كبرت التضحيات وواصلوا الطريق وحفظوا الوصية
وشدد على أن هذه التضحيات لا تنطلق من حالة عاطفية أو حماسية أو انفعالية بل انطلقت من منطلق الوعي والبصيرة والمعرفة للأهداف والتهديدات والفرص وصحة وسقم الخيارات الأخرى والجهاد في سبيل الله والتجارة الرابحة معه.
هذا، ولفت السيد نصر الله إلى أن العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا أو إخفائه لهم كما حصل مع الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه يمكن أن يدفعنا إلى التراجع ويجعلنا نضعف أو نشعر بالهوان أو نتخلى عن المسؤولية.. فهذا أبداً لن يحصل، وأوضح أن العدوان الذي حصل على مدينة النبطية والصوانة هو تطور يجب التوقف عنده لأنه استهدف المدنيين وأدى إلى استشهاد عدد كبير منهم، هو أمر متعمد.
وأضاف من الطبيعي في هذه المعركة أن يرتقي شهداء مقاتلون من حزب الله أو حركة أمل وهذا جزء من المعركة المستمرة والمفتوحة، ونحن ننال من العدو حين نستطيع، والعدو ينال منا حين يستطيع، موضحاً أننا نحن في قلب معركة حقيقية على جبهة تمتد أكثر من 100 كليومتر وارتقاء شهداء من المقاومة جزء من المعركة، مشيرًا الى أنه عندما يصل الأمر إلى قتل المدنيين فإن للأمر حساسيته لدينا، لافتًا إلى أن أهم المعادلات التي صنعت يوم استشهاد السيد عباس الموسوي أن المقاومة بدأت باستهداف المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة وبدأت بمعادلة حماية المدنيين، ففي شباط عام 1992 وضعت المقاومة معادلة حماية المدنيين وتكرّس ذلك في تموز عام 1993، موضحًا أنه عندما نستطيع أن نقوم بأي عمل لتحييد المدنيين وحمايتهم يجب أن نقوم به.
ورأى السيد نصر الله أن هدف العدو من قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف عن مساندة غزة والجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة العمل المقاوم في الجبهة وتصعيده، مؤكدًا أن استهداف المدنيين يزيدنا غضباً وتوسعاً وعملاً في المقاومة، ويجب عليه أن يتوقع ذلك، مشددًا أن العدو والصديق سيرى أن هذه الدماء سيكون ثمنها دماء وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس، مذكرًا ان المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة الى ايلات.
هذا، وأكد الأمين العام لحزب الله أن كل الضغوط في العالم منذ 7 تشرين الأول كان هدفها ألَّا تفتح جبهة الجنوب لدعم غزة.
وعن جبهة الإسناد اليمنية، قال السيد نصر الله إن الشعب اليمني يواصل استهداف السفن العابرة إلى الكيان المحتل على الرغم من العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن والشعب اليمني، ولفت إلى أن الإخوة في اليمن واصلوا حتى اليوم استهداف السفن الأميركية والبريطانية ولكن تبقى المعركة الأساسية ما يرتبط بالمعادلات الضاغطة لمصلحة أهل غزة.
وأضاف السيد نصر الله، أنه منذ عام 1984 هناك عنوان مطروح حول كلفة المقاومة وثمنها وتبعاتها والتضحيات المترتبة عليها، لافتًا إلى أنه مقابل المشروع الأميركي والمشروع الصهيوني في المنطقة نحن أمام خيارين إما المقاومة أو الاستسلام ، وأوضح أن البعض يتحدث عن كلفة المقاومة وتبعاتها في لبنان، وهؤلاء يدعوننا إلى الاستسلام والحقيقة أننا أمام خيارين إما المقاومة أو الاستسلام ولكن أيهما أكبر كلفة. وأقول أن ثمن الاستسلام باهظ وخطير ومصيري جداً، ونبه إلى أن الاستسلام يعني تهجير أهل الجنوب وراشيا والبقاع من المناطق التي احتلها العدو في لبنان، وأيضًا لا سيادة ولا استقلال ونهب خيرات هذا البلد ووجود سفير صهيوني في لبنان ولا عزة ولا كرامة وخضوع وهوان وعبودية، منوهًا إلى أنه لو استسلم الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً لكان اليوم أهل غزة خارجها وأهل الضفة خارجها وحتى أهل أراضي 48 خارجها ولكانت إسرائيل اليوم متمكنة في كل المنطقة.
هذا، واعتبر سماحته أن المقاومة في فلسطين جعلت الكيان الصهيوني يعيش أزمة وجود وكانت ذروته في طوفان الأقصى، وشدد على أنه اليوم في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان واليمن وسورية وإيران وكل المنطقة يجب ألا تغيب هذه الحقيقة عنا على الإطلاق، حقيقة ثمن المقاومة وثمن الاستسلام.
وسأل السيد نصر الله: أليس من الذل والهوان والضعف والوهن أن دولًا تحكم ملياري مسلم لا تستطيع أن تُدخل الدواء والغذاء إلى أهل غزة؟! هذا من نتائج خيار الاستسلام.
وأضاف أن من جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا وعاتق كل الشعوب الإسلامية في العالم تبيان الحقائق لأن ما جرى منذ 7 تشرين إلى اليوم هو تزوير تاريخي، لافتًا إلى أن العدو أراد أن يجعل من حماس “داعش” وهذا أكبر تزوير حصل وأوضح أن العدو لم يستطع أن يقدم طفلًا واحدًا مذبوحًا أو فتاة اغتُصبت كما ادعى إعلامهم أمام العالم، بل إن المستوطنين الذين حُرقوا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي.
وأكد السيد نصر الله أنه إذا فتح تحقيق حول 7 أكتوبر سينهار الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدعيه نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن بإصرارهما على القضاء على حماس، ولفت إلى أن كثيرين صدّقوا التزوير التاريخي الإسرائيلي بخصوص 7 أكتوبر بما في ذلك دولًا تقول أنها صديقة لحركة حماس، وأوضح أن “إسرائيل” في كل يوم تقتل وتجرح المئات من النساء والأطفال والعالم ساكت، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية تعرّضت منذ 7 تشرين الأول إلى اليوم لأبشع عملية تزوير وإهانة تعرضت لها مقاومة في تاريخنا، مشددًا على أن اكبر ظاهرة نفاق يشهدها العالم اليوم هي السياسة الأميركية تجاه ما يجري في فلسطين وغزة
هذا، وأكد السيد نصر الله على أنه إذا توقف الجسر الجوي الأميركي المفتوح لنقل الأسلحة إلى كيان العدو تتوقف الحرب على غزة شاء نتنياهو أم أبى، وأوضح أن كل دول العالم تطالب بوقف الحرب على غزة إلا إدارة بايدن، وأقول إن من يصر على هدف القضاء على حماس هي أميركا أكثر من “إسرائيل”، مشددًا على أن كل قطرة دم تسفك في غزة وكل المنطقة المسؤول الأول عنها هو الرئيس الأمريكي جو بايدن وزير الحرب لديه لويد جيمس أوستن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن.
وأضاف السيد نصر الله أن عملية طوفان الأقصى كشفت الهدف الحقيقي الإسرائيلي وهو تهجير الفلسطينيين من فلسطين المحتلة أي تهجير أهل غزة والضفة وأراضي الـ 48 وإقامة دولة يهودية خالصة، واعتبر أن الحصار على قطاع غزة كان هدفه الوصول إلى الموت جوعاً دون أن يشعر بهم أحد في العالم وطوفان الأقصى أوقف هذه المهزلة وفضح العدو وجعله يدفع ثمناً باهظاً وخطيراً،
وأكد انه يجب ان يكون هدف دول وحكومات المنطقة ان يكون عدم تهجير الفلسطينيين وهذا يحتاج الى مواجهة كبرى.
وفي الشأن اللبناني، قال السيد نصر الله يجب ان يصبح الجيش اللبناني قويا ومقتدرا، متسائلا من يمنع ذلك؟.
واعتبر ان المقاومة الشعبية اثبتت جدواها في انجاز التحرير، واكد ان المقاومة في لبنان وفلسطين كسرت ميزان الردع الاسرائيلي وهشمت صورته، لافتًا الى ان يجب ان نتمسك بسلاح المقاومة وقدراتها وحضورها اكثر من اي وقت مضى لان هذا ما يجعل العدو يخاف ويرتدع وهذه ميزة المقاومة الشعبية.
وأضاف السيد نصر الله انه في ذكرى القادة الشهداء علينا التمسك بخيار المقاومة الصحيح والمجدي، لا الذهاب الى خيارات مضمونها الذل والهوان والضعف، وأكد ان هدفنا جميعا في محور المقاومة كان وسيبقى هَزم العدو في هذه المعركة وعدم تمكينه من تحقيق اي من اهدافه التي وضعها، وإلحاق اكبر الخسائر بالعدو، وخروج غزة منتصرة من هذه المعركة
ولفت السيد نصر الله قائلاً نحن لا نتدخل في المفاوضات بين حماس والمقاومة الفلسطينية والعدو ولا نتدخل في خياراتهم، وأوضح ان المعني بالتفاوض السياسي هو الفصائل الفلسطينية التي فوضت حماس ونحن لا نتدخل بما يجري في المفاوضات.
وأكد السيد نصر الله ان المقاومة ترتبط بالدفاع عن لبنان واهله وشرفه وعرضه وماله وارضه، ولم نفرض باسم المقاومة خيارات سياسية على لبنان، وشدد على ان سلاح المقاومة هو لحماية لبنان وكل اللبنانيين سواء قاتل على الارض اللبنانية ضد العدو الصهيوني او قاتل في مواجهة التكفيريين في سوريا، موضحًا ان سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان، وهو خارج هذه الحسابات كلها وهذه مسألة ترتبط بالدفاع عن لبنان والجنوب وشعبنا وكرامته.
وعن الانتخابات الرئاسية قال السيد نصر الله، موضوع الرئاسة في لبنان هو موضوع داخلي، مؤكدًا ان لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة.
وعن ما يتحدث به البعض في موضع ترسيم الحدود قال السيد نصر الله لا يوجد مفاوضات لترسيم الحدود البرية لانها مرسمة،وأي مفاوضات ستكون على قاعدة “أخرجوا من أرضنا اللبنانية”