ما بين نتنياهو وغانتس.. الولايات المتحدة تحدّد من تريد رئيسًا للحكومة
كتبت الصحافية والمحلّلة السياسية الإسرائيلية آنا برسكي مقالًا، في صحيفة “معاريف”، قالت فيه :”إنه من أسباب بقاء بيني غانتس في حكومة الطوارئ إلى جانب بنيامين نتنياهو هو الموقف الأميركي بضرورة عدم مغادرته القيادة الآن، وهناك عوامل أُخرى طبعًا، أحدها أنه ليس “مشروعًا أميركيًا”، بل هو شخصية سياسية مستقلة، ولديه رفاق في الحكومة وطاقم مستشارين، وله معاييره الخاصة، وتُظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية مؤيديه يريدون استمرار تعاون المعسكر الرسمي مع حكومة نتنياهو”؛ هذا بحسب قولها.
وتابعت برسكي: “الحرب ما تزال بعيدة عن نهايتها، وما يزال المخطوفون في غزة، وحزب الله يواصل هجماته على مستوطنات الشمال، والقرار بشأن الجبهة الشمالية لمّا يُتخذ بعد. ومن أي زاوية ينظر عبْرها الجمهور إلى الصورة، سيرى أن مغادرة غانتس الحكومة والذهاب بالدولة إلى الانتخابات ليستا الخطوتَين الصحيحتَين الآن”.
لذلك، تقول برسكي: “يواصل غانتس لعب دور المسعف، ولم يحطّم الأدوات. لكن ليس هذا كل شيء. المكوّن الأميركي مهم في السياسة التي يختارها رئيس المعسكر الرسمي، وظاهريًا، تلتقي مصلحة الإدارة الأميركية مع مصلحة غانتس ورفاقه، ومن المعقول افتراض أنه لم يكن من الصعب على غانتس إطلاع نتنياهو على رحلته القريبة إلى واشنطن بعد ترتيبها، وليس قبل ذلك”.
وتضيف برسكي: “يجني غانتس هنا ربحًا مضاعفًا إذا لم يكن أكثر. زيارته السياسية إلى الولايات المتحدة- وبعدها إلى بريطانيا- التي تشمل سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في إدارة جو بايدن وأطراف من الحزبَين، الجمهوري والديمقراطي، تسهم إسهامًا كبيرًا في تعزيز صورته المستقلة والقيادية التي تتقدم في استطلاعات الرأي أسبوعًا بعد أسبوع”.
ووفقًا لبرسكي، فإنّ: “الزيارة السياسية إلى واشنطن لا تسلط الضوء فقط على استقلالية غانتس وتميزه عن نتنياهو وشركائه من اليمين فحسب، بل أيضًا تجعل منه المرشح الأول لرئاسة الحكومة في إسرائيل. كما تعزز الزيارة موقع غانتس أمام المسؤولين الأميركيين بصفته شخصية سياسية قوية وقائدة في إسرائيل، وحتى الآن، فإن هذا بمثابة ربح خالص له”؛ على حد تعبيرها.
وتردف برسكي: “لكن يوجد أيضًا رابح آخر، وهو الجانب الأميركي. بعد تسريبات كثيرة ومجموعة تلميحات جاءت من طرف الإدارة الأميركية وتوجهت إلى نتنياهو، وكلّها أعربت عن استياء الرئيس الأميركي جو بايدن والمقربين منه بسبب سلوك حكومته والعناصر اليمينية المتطرفة فيها وعن عدم قدرة الإدارة الأميركية وعدم رغبتها واستيعابها لهذا السلوك؛ فبعد هذا كلّه حان الوقت الآن للانتقال إلى المرحلة التالية؛ “فرّق تسُد””.
وتتابع برسكي: “يمكن افتراض أن غانتس سيحظى باستقبال ملكي وضيافة ممتازة، والرسالة من زيارة غانتس إلى نتنياهو ستكون: “لقد خاب أملنا فيك وفي محاولاتنا التوصل إلى تفاهمات معك. الآن سنتحدث مع من يتعاون معنا، وربما في وقت قريب سيحلّ محلك في مكتب رئيس حكومة إسرائيل”.
وترى برسكي إن: “زيارة غانتس من دون موافقة مسبقة من نتنياهو تنضم إلى محاولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تحديد موعد منفرد مع رئيس الأركان خلال زيارته الأخيرة إلى البلاد. حينها جرى ذلك في الملعب الداخلي لنتنياهو، حيث لا يستطيع الجانب الأميركي تحديد قواعده. لكن هذه المرة، جرت دعوة غانتس إلى الملعب الداخلي لبايدن وطاقمه، وبهذه الطريقة، فإن نتنياهو سيبقى في البلد يراقب ما يحدث ويقوم ببناء خط دفاعه”؛ هذا وفقًا لتعبير المحللة السياسية.