المرصد الأورومتوسطي يوثق شهادات مروّعة لجرائم الاحتلال بغزة
وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات صادمة عن سلسلة جرائم ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مدينة غزّة بشكل منهجي، تشمل عمليات قتل عمد وإعدام، وقطع الاتّصالات، وقصف مكثف استهدف المناطق والمنازل المحيطة بمجمع الشفاء الطبي، والذي تشن فيه عملية عسكرية شاملة لليوم الخامس على التوالي.
وبحسب الإفادات شملت الاعتداءات الإسرائيلية كذلك تعرية مدنيين واستخدامهم كدروع بشرية، واقتحام للمنازل السكنية، وشن حملات اعتقال من داخلها، وتنكيل بالسكان، بمن في ذلك النساء والأطفال، وإجبارهم على النزوح قسرًا دون رجال العائلة إلى وسط وجنوب القطاع، ومن ثمّ القيام بحرق منازلهم.
وكشف المرصد الأورومتوسطي عن إعدام القوات الإسرائيلية المسن “فريج وصفي الحلاق” الذي كان يعاني عدة أمراض بينها الزهايمر، خلال وجوده في ساحة مجمع الشفاء الطبي بعد إطلاق النار عليه وتركه عمدًا ينزف لعدة ساعات دون تقديم أي خدمات إسعافية لإنقاذ حياته.
وأفاد أفراد من عائلة “السيد” التي تقطن في محيط مجمع الشفاء، بأن أكثر من 50 جنديًّا “إسرائيليًا” اقتحموا عمارتهم السكنية وقت موعد الإفطار، وعمدوا إلى إطلاق النار بشكل عشوائي وتكسير الأبواب عليهم، واعتقلوا جميع الرجال قبل أن يطردوا النساء والأطفال بإجبارهم على النزوح إلى جنوب قطاع غزّة دون رجال العائلة، قبل أن يقدموا على حرق العمارة بالكامل.
وتلقى المرصد الأورومتوسطي عدة مناشدات بشأن عمليات تنكيل وتعذيب يتعرض لها مرضى وجرحى كانوا يرقدون للعلاج داخل مجمع الشفاء الطبي، بما في ذلك محاصرتهم وإبقائهم دون علاج أو طعام، وجرهم على الأرض وإبقائهم مستلقين أمام الدبابات، من دون أن يتضح مصيرهم بعد. في هذه الأثناء، أجبر الجيش “الإسرائيلي” كذلك مرضى وجرحى كانوا يقيمون داخل مجمع الشفاء على النزوح دون مراعاة وضعهم الصحي، متوجهين إلى أقرب عيادة صحية أو مستشفى في ظلّ اقتحامه المجمع واستمراره في اعتقال الطواقم الطبية والتحقيق معهم.
وحوّل الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء إلى ثكنة عسكرية، والمنطقة المحيطة والشوارع المؤدّية إليه إلى منطقة عسكرية وساحة حرب في ظلّ قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار من المسيّرات على مدار الساعة.
وأفاد بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل نحو 400 شخصًا من الفلسطينيين، بمن في ذلك نازحين وطواقم طبية وصحافيين، وأجبرهم على التعري الكامل، وعرَّضهم للتعذيب خلال التحقيق الميداني، قبل أن يُلبسهم لاحقًا ملابس بيضاء رقيقة وينقل أكثر من نصفهم تحت التهديد وبطرق حاطة من الكرامة في شاحنات وآليات عسكرية باتّجاه مراكز اعتقال إسرائيلية.
وجدد المرصد الأورومتوسطي تحذيراته من أن الجيش الإسرائيلي حول مجمع الشفاء إلى مقتلة علنية وسط عمليات إعدام وقتل عمدية غير قانونية، وتعريض حياة المرضى والجرحى بداخله للموت الوشيك عمدًا، سواء بمنع أي رعاية طبية وأدوية عنهم، أو بتجويعهم وتعطيشهم.
وشدد على أن تعريض حياة آلاف المدنيين من المرضى والجرحى وعائلات النازحين والطواقم الطبية والصحافيين لخطر الاستهداف المباشر، ونزع الصفة المدنية عنهم، وتشتيت العائلات عن بعضها البعض، يعد مؤشرًا خطيرًا على استمرار “إسرائيل” بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وتعميق آثارها الكارثية.
كذلك نبه من مغبة استمرار “إسرائيل” في محاولتها لإفراغ مدينة غزّة والشمال من ساكنيها، وإجبارهم على النزوح قسرًا نحو الجنوب، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والجاد لحماية المدنيين الفلسطينيين من جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل”.