أميركا لم تقدم لروسيا معلومات لمنع حدوث هجوم موسكو الإرهابي
أكّد الباحث في قضايا الإرهاب بروس هوفمان أنَّ تنظيم “داعش” الإرهابي طالما اعتبر روسيا عدوًا للمسلمين بقدر الولايات المتحدة، لافتًا إلى الخطاب الذي ألقاه زعيم تنظيم “داعش” السابق أبو بكر البغدادي في تموز/يوليو عام 2014 والذي كان أول خطاب له بعد الإعلان عمَّا يُسمى “دولة الخلافة”، حيث سمى تحديدًا “اليهود والصليبيين وحلفاءهم” وقال إنهم بقيادة أميركا وروسيا، وإن اليهود يقومون بتجييشهم.
وخلال مقابلة أجراها مجلس العلاقات الخارجية (مركز دراسات أميركي معروف)، مع هوفمان، أشار الأخير إلى أنَّ “داعش” نفّذ أكثر من ست هجمات في روسيا منذ عام 2016، مضيفًا أنَّ الدافع والنية واضحة، وأنه وعلى صعيد القدرات، فلدى “داعش” وجود واضح في روسيا نظرًا إلى اعتقال 20 عنصرًا من التنظيم خلال العام المنصرم.
كما اعتبر هوفمان أنَّ “داعش خراسان” قادر على تخطيط وتنفيذ الهجمات خارج أفغانستان، مشيرًا إلى أن قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي مايكل كوريلا حذّر في شهادة أمام الكونغرس قبل عام من أن “داعش خراسان” يستطيع تنفيذ عمليات خارجية ضد الولايات المتحدة أو المصالح الغربية في غضون ستة أشهر دون سابق إنذار يذكر.
وأشار هوفمان إلى تقرير صدر عن الأمم المتحدة عام 2023 شرح كيف أن “داعش خراسان” اعتمد نظام يقوم على الشبكات بدلًا من الهيكل السابق الذي اعتمد مقاربة إصدار الأوامر من القيادات العليا، كما أضاف بأن ذلك يعتقد بأنه منح الجماعة المزيد من المرونة والقدرة على التصدي للهجمات ضمن سياق خطة موضوعة لخمس سنوات تتضمن الأهداف القصيرة والبعيدة المدى.
كما أردف هوفمان بأن عدد مقاتلي “داعش خراسان” كان يقدر بما بين 4000 و6000 شخص ليسوا من أفغانستان وباكستان فحسب، بل أيضًا من دول مثل أذربيجان وإيران وتركيا، وكذلك من روسيا والعديد من دول آسيا الوسطى، وقال إن وجود المقاتلين الروس في صفوفه منذ عام 2017 على الأقل، على الأرجح عزز قدرة “داعش خراسان” على أن ينشط في روسيا.
وحول التحذيرات الأميركية، قال هوفمان إن واشنطن حذّرت روسيا من خطط وشيكة لدى المتطرفين بمهاجمة التجمعات الكبيرة في موسكو، إلّا أنها لم تقدم المزيد من المعلومات المفصّلة حول الهدف والتوقيت أو طبيعة الهجوم، أي أن التحذير افتقد إلى المعلومات التي يمكن التحرك على أساسها، والتي لكانت ربما مكّنت السلطات الروسية من تطبيق إجراءات أمنية فاعلة.
ورأى هوفمان أن ما جرى يؤكد على الأفضلية الناتجة عن الصدمة والمفاجأة التي يملكها الإرهابيون ضد الدول الخصوم، وقال إنهم قادرون على أن يضربوا أي مكان في أي وقت يختارونه، وبأي أسلوب أو سلاح بحوزتهم، وأنه يستحيل على الحكومات حماية كل الأهداف داخل المدينة حتى مع وجود إنذار مسبق.