إيهود باراك يهاجم نتنياهو: زعامته كارثية وفاشل في إدارة الحرب
رأى الرئيس السابق لحكومة الاحتلال الصهيوني إيهود باراك أنه: “عندما نُعيد الأسرى والنازحين إلى منازلهم وإسرائيل إلى مسارها، ننتصر في الحرب”، بحسب تعبيره، وأضاف: “علينا فعل هذا الآن فورًا، قبل أن ننجرّ إلى هاوية بيد من يُحدث هذا الخراب، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو فهو المسؤول والرأس والمذنب والمتّهم حتى لو لم يكن الوحيد”.
ففي مقالة له، نشرها موقع القناة 12 الاسرائيلية، قال باراك: “هناك ثلاثة إخفاقات في هذه الحرب:
الأوّل؛ النتيجة الواضحة لزعامة نتنياهو تبدو كارثية. ستة أشهر مضت منذ أخطر إخفاق في تاريخ اسرئيل، مع 1200 قتيل جرى التخلّي عنهم، و250 أسيرًا في غزة. انهار الوهم بأنّه يمكن السير بإسرائيل في محيط قاسٍ وصعب مثل الشرق الأوسط من دون اتخاذ أيّ قرار صعب أو مؤلم. والتقدير بأنّه يمكنه الوصول إلى تطبيع مع السعوديين في ظلّ تجاهل الموضوع الفلسطيني.
الثاني؛ نحن في أطول حرب منذ قيام إسرائيل. حربٌ، هدفها إلى جانب إعادة الأسرى، ضمان عدم تكرّر حادثة 7 تشرين الأول وأنّ حماس لن تعود أبدًا لتحكم في غزة، ولن تستطيع تهديد إسرائيل والنازحين في الغلاف والشمال، حيث سيستطيعون العيش مجددًا بأمان كامل. الحرب كلّفت حتى الآن مئات القتلى وآلاف الجرحى والمُعاقين والمُصابين النفسيين. ما يزال النصر بعيدًا أشهرًا عنّا، والحرب في غزة أصبحت مراوحة وتخبّطًا.
النازحون، في الشمال، متروكون لمصيرهم. وحرب الاستنزاف قد تتوسّع في أيّة لحظة إلى حرب شاملة مع حزب الله. في الضفة الغربية؛ هناك احتمال لاندلاع انتفاضة ثالثة تغلي تحت سطح الأرض. في الخلفية، إيران تتقدّم إلى القدرة النووية. أمّا العلاقات مع الولايات المتحدة تتدهور إلى حضيض غير مسبوق وعدائية قاسية بين نتنياهو وجو بايدن. إسرائيل مرتبطة بالولايات المتحدة، بشكل حسّاس، لتوفير السلاح والمال لردع إيران وحزب الله وبلورة خطة عملية لـ”اليوم التالي”، وتوفير شبكة أمان ديبلوماسية في مجلس الأمن وفي محكمة الجنايات في لاهاي.
الثالث؛ المسار الإستراتيجي للحرب أجوف وخطر؛ لأنّ نتنياهو -بحسب عضو مجلس الحرب غدي إيزنكوت- متلعثم ولا يتخذ قرارات استراتيجية في أيّ موضوع. لا رفح، لا الأسرى، لا مساعدة إنسانية، لا الشمال وحزب الله، لا “اليوم التالي” ولا العلاقات مع الولايات المتحدة. بغياب قرارات استراتيجية، إسرائيل تتخبّط في الوحل وتُراوح مكانها، تخسر الإنجازات التي كانت بين أيدينا. بدلًا من قرارات استراتيجية، يُخادع الجمهور بتصريحات مُقتضبة جوفاء، وقد امتحنت في استطلاعات الرأي”؛ وهذا كلّه بحسب ما أتى في مقال باراك.
كما أشار باراك إلى أن: “نتنياهو يغرق في تناقض مصالح؛ بين معايير بقاء شخصية ومعايير أمنية”، وأضاف: “كوني أعرفه جيّدًا؛ أنا على قناعة بأنّ نتنياهو اليوم غير جدير أبدًا بمنصب رئيس الحكومة”.
ولفت، في الوقت نفسه، إلى أن: “نتنياهو ليس جاهلًا؛ بل رجل مُحنّك جدًا في السياسة، لكنّ الوضع الأدائي الذي تدهور إليه تدريجيًا، منذ تسلّم السلطة في أزمة “كورونا” والجولات الانتخابية، كلّ هذا أفقده التوازن وأتلف فاحص الواقع لديه”.
وختم باراك مقاله بالقول: “في اختبار النتيجة، الحديث يدور عن فشل ذريع في إدارة اسرائيل للحرب”.