رغم العقوبات الاقتصادية.. تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي الروسي إلى 7.7% في شباط
أعلن رئيس الحكومة الروسية، ميخائيل ميشوستين، أمس الأربعاء، أنّ هناك آليات يمكنها أن ترفع روسيا إلى الدخول في صفوف أكبر أربعة اقتصادات في العالم، موضحًا أنّ من بين تلك الآليات زيادة الصادرات والتقليل من الاعتماد على الواردات، فضلًا عن دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف ميشوستين، خلال تقديم تقرير عمل الحكومة لعام 2023، أمام نواب مجلس الدوما أنّ “المهمّة الرئيسية التي حدّدها الرئيس فلاديمير بوتين والموضوعة أمامنا حتّى عام 2030، تفرض علينا أن ندخل في رابع أكبر الاقتصاديات في العالم. ونحن الآن في المرتبة الخامسة منها”، مشيرًا إلى أنّ تحقيق ذلك “ليس بالأمر السهل”.
وأوضح رئيس الحكومة أنّ تحقيق ذلك، يستلزم اتباع خمس آليات: وهي زيادة إنتاجية العمل، وتنمية صادرات المواد المصنعة، وضمان الاستثمار في جميع قطاعات المشاريع، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ومواصلة البرامج المنتظمة لتبادل الواردات.
كما أكّد أنّ روسيا تمكّنت من إحباط الحصار والعقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب، مشيرًا إلى الارتفاع الملحوظ في التجارة مع الدول الصديقة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق في حزيران/يونيو 2023، على الحزمة الـ11 من العقوبات ضدّ روسيا على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بما في ذلك إجراءات تهدف إلى تضييق الخناق لمنعها من “الالتفاف على العقوبات المفروضة أصلًا”.
ولفت ميشوستين أنّ “حجم التجارة مع الدول الصديقة لم يحقق نموًا فحسب، بل أصبح في الوقت الحالي مقاربًا لحجم تجارة روسيا مع العالم كله قبل أربع سنوات”، إضافةً إلى أنّ “الانخفاض الذي شهده حجم التجارة مع الاتحاد الأوروبي تمّ تعويضه إلى حدّ كبير من خلال زيادة التجارة مع الصين والهند وتركيا وبيلاروس وكازاخستان والإمارات وإفريقيا وأميركا اللاتينية”.
وكشف رئيس الحكومة الروسية أنّ “77% من تجارة روسيا الخارجية كانت مع الدول الصديقة”، وأنّ تعزيز العلاقات التجارية مع الشركاء الواعدين من الدول الصديقة سيظلّ أحد “أهم الأولويات” بالنسبة لروسيا.
الجدير ذكره أنّ روسيا أصبحت في عام 2023، خامس أسرع اقتصاد في “مجموعة العشرين”، وفقًا لتحليل وكالة “سبوتنيك” للبيانات الصادرة عن الخدمات الإحصائية الوطنية.
وقبل أيام، تحدّثت صحيفة “ذي إيكونوميست” البريطانية، في تقرير، عن تحدّي الاقتصاد الروسي التوقّعات المتشائمة مرارًا وتكرارًا خلال العامين الماضيين منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
وقال صندوق النقد الدولي، في وقتٍ سابق، إنّ الاقتصاد الروسي سينمو بنسبة 2.6% في عام 2024، أي أكثر من ضعف النموّ البالغ 1.1% في الناتج المحلي الإجمالي الذي حقّقه في تشرين الأول/أكتوبر، وبالمقارنة، فإنّ الاقتصاد الأميركي سينمو بنسبة 2.1% فقط هذا العام.