السيد نصرالله : الرد الايراني آت لا محالة..والعدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان
أطل سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الاحتفال الجماهيري الذي نظمه حزب الله لمناسبة يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في ضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال سماحته في البداية:”أشكركم على هذا الحضور الكريم في هذا اليوم الذي نعبّر فيه عن التزامنا وموقفنا ومقاومتنا”.
وأضاف:”يجب أن نتوقف عند شهداء الأيام الأخيرة في العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق ومن بينهم شهداء قادة كبار لهم قيمة تاريخية في مسيرتنا”.
وتقدم السيد نصرالله بمناسبة استشهاد هؤلاء الأعزاء بأسمى آيات التبريك والعزاء لسماحة الامام الخامنئي والمسؤولين الكرام في ايران وبالخصوص قيادة الحرس الثوري وقوة القدس ولعائلاتهم الشريفة.
وتابع :”سنقيم يوم الاثنين المقبل في الساعة الرابعة احتفالًا تكريميًا للشهداء في العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق”.
واشار السيد الى ان”حادثة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق هي مفصل لها ما قبلها وما بعدها”.
ولفت سماحته إلى ان” الامام الخميني قبل انتصار الثورة ومنذ تصديه للمرجعية وبدء الثورة كان موقفه من اسرائيل ومن أميركا واضح”.
وتابع السيد نصرالله:”الإجازة التي أعطاها المراجع بصرف جزء من الحقوق الشرعية للمقاومة الفلسطينية يؤكد العمق الديني والأخلاقي لموقفهم”.
وأشار سماحته إلى ان”أحد الأسباب الكبرى في شن الحروب على ايران والعداء لها هو موقف الجمهورية الاسلامية تجاه اسرائيل والقدس والمقاومة الفلسطينية ايران قدّمت في سبيل هذا الموقف تضحيات جسام، وإيران حتّى الآن ترفض أي لقاء مباشر وتفاوض مباشر مع الأميركيين بموضوع الملف النووي، والأميركيون يعبّرون دائمًا عن استعدادهم للتفاوض المباشر مع الإيرانيين لكن الإيرانيون لا يُخدعون”.
واضاف:” كلّ من يحلّل ويقول ما يجري في غزّة وفلسطين والعراق واليمن والانتخابات الرئاسية في لبنان أنها تنتظر المفاوضات الأميركية الإيرانية هو كلام غير صحيح”.
وتابع السيد :”نسمع عن سخافة أن كلّ ما يجري في المنطقة هو مسرحية أميركية إيرانية وتوزيع أدوار، هؤلاء لا يمكنهم أن يصدقوا أيّ شيء عن انتصارات المقاومة في المنطقة “.
واكد سماحته أن”إيران موقفها واضح وحاسم وتعمّده بدماء الشهداء”.
واكد السيد نصرالله ان”ايران كانت سندا حقيقيا لكل من يقاتل هذا الكيان الغاصب ويقاوم وهي غيرت الكثير من المعادلات واسقطت الكثير من مشاريع الهيمنة وساهمت في انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة، و ايران لو ارادت تبديل موقفها لفعلت ذلك خلال عشرات السنين الماضية وموقفها الراسخ والصلب عبر عنه الشعب الايراني في خروجه اليوم في اكثر من 2000 مدينة وبلدة ايرانية ما يعبر عن التزام القيادة الايرانية تجاه هذه القضية، ايران لا يمكن ان تبيع او تتخلى عن دينها واصدقائها والمظلومين في المنطقة”.
وتابع:”بالنسبة لنا ولكل مقاوم شريف في هذه المنطقة نحن نشعر ان العلاقة من ايران والتحالف معها هو عنوان الشرف والفخر والكرامة الانسانية في هذا الزمان، ومن يجب ان يخجل هو من يقيم علاقات صداقة مع اميركا وهي المسؤولة الاولى عن كل المجازر والجرائم البشعة في المنطقة فبايدن وادارته غارقون في دماء الاطفال والنساء في غزة ولبنان والمنطقة، ومن يمد لكم يد المساعدة والعون لاستعادة ارضكم ونفطكم وسيادتكم من ابسط المبادئ الاخلاقية شكره والوفاء له”.
واشار سماحة السيد الى ان”يوم القدس يأتي هذا العام مختلفا بسبب “طوفان الاقصى” 6 اشهر مضت من القتال المتواصل في غزة وجبهات الاسناد، ولا شك ان 7 تشرين هو مفصل في تاريخ منطقتنا
ما قبل “طوفان الاقصى” ليس كما بعده على كل الاصعدة بالنسبة للعدو والصديق وللمنطقة والعالم والاهم ان الاسرائيلي يسلم بهذه النتيجة، طوفان الاقصى” جعل بقاء ووجود “اسرائيل” في دائرة الخطر وكشف هشاشتها وضعفها وفشلها الامني والسياسي والمعنوي”.
واضاف:”التقييم الاميركي الاسرائيلي يؤكد ان ما جرى في 7 تشرين كاد ان يدمر كيان العدو ، وهذه الحرب هي حرب من فقد عقله وهذا من اسباب الفشل في الحرب لان كيان العدو لا يدير هذه الحرب بعقل، وبعد 6 اشهر من الحرب ما زال نتنياهو وغالانت وكثيرين فاقدين لعقولهم، وفي نهاية المطاف يجب ان يتوقف نتنياهو وسيعجز عن تحقيق الاهداف التي وضعها”.
واردف قائلا:”بعد 6 اشهر عجز نتنياهو عن القضاء على حماس او استعادة الاسرى الا بالمفاوضات وليس لديه او لدى حكومة العدو تصورا لليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة”.
واعتبر السيد انه” لا افق لدى نتنياهو في حل مشاكله الداخلية وخسارة الوضع الدولي هي من نتائج طوفان الاقصى”.
ولفت سماحته إلى ان”كيان العدو عجز عن اغلاق الجبهات الاخرى منها الجبهة اللبنانية رغم كل التهديدات، وجبهة لبنان لن تقف وهذا امر محسوم وهي مرتبطة بجبهة غزة”.
واضاف:”كل التهويل الاميركي والبريطاني والدولي لم يستطع ايقاف جبهة اليمن في البحر الاحمر ولا ايقاف جبهة العراق”.
وقال السيد نصرالله انه”عندما تقف الحرب سيكون الكيان امام الاستحقاقات الكبرى وهذا ما يهرب منه نتنياهو”.
واعتبر سماحته انه”بالمعطيات السياسية والميدانية والاقتصادية والامنية والمحلية والاقليمية والدولية نرى بوضوح ما كان يقول عنه سماحة الامام القائد السيد علي الخامنئي ان المقاومة ستنتصر
عندما نقاتل في جبهة لبنان نقاتل برؤية نصر مشرقة وواضحة وآتية رغم كل التضحيات التي نقدمها، المهم ان نواصل ونثبت ونصمد في ايران ولبنان وسوريا والعراق وغزة واليمن وبأمل ان هذه المعركة سنصل فيها الى النصر ومن يقول ان هذه المعركة ستصل الى هزيمة عليهم اعادة حساباتهم، ومحور المقاومة ذاهب الى انتصار تاريخي وكبير”.
بالنسبة لموضوع القنصلية الايرانية اعتبر سماحته انه”مفصلي ونستطيع ان نستنتج من كلام الامام السيد علي الخامنئي ان الرد الايراني على استهداف القنصلية في دمشق آت لا محالة، وكيان العدو بدأ بإتخاذ تدابير خوفا من الرد الايراني، توقيت الرد الايراني هو جزء من المعركة، ولكن توقيت الرد والمكان وحجم الرد هو في يد الامام السيد علي الخامنئي والقادة الايرانيين”.
واضاف:”الكل يجب ان يحضر نفسه ويرتب اموره ويحتاط عند رد الجانب الايراني على استهداف القنصلية الايرانية وكيفية رد العدو الصهيوني على الرد الايراني”، معتبرا ان “الحماقة التي ارتكبها نتنياهو في القنصلية ستفتح باباً للفرج ولحسم المعركة”.
واكد السيد ان” جهوزية المقاومة قائمة وكاملة ومعنويات المجاهدين عالية وكذلك اندفاعهم في الجبهة”، مشيراً الى ان”البيئة الحاضنة للمقاومة التي تعرضت للتهجير موقفها مقدر وانجازات هذه المعركة وبركاتها لن تعود على غزة فقط بل على كل لبنان والشعب اللبناني وموقفنا من الجبهة اللبنانية ما زال نفسه عند وقف الجبهة في غزة تقف في لبنان، ولبنان في موقع القوة”.
واضاف:” نحتاج لاتصال واحد لتنفيذ أي عملية ، اتصال نطلب فيه 100 صاروخ على الجولان سينفذ خلال دقائق معدودة إلى هذه الدرجة هي الجاهزية”.
وقال السيد نصرالله:”للعدو الذي يعرف وللصديق ليزداد ايمانا وللتافهين هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حربا ولا تخاف وانما ادارت معركتها حتى الان ضمن رؤية واستراتيجية لكنها على اتم الاستعداد والجهوزية معنويا ونفسا وعسكريا وبشريا في اي حرب سيندم فيها العدو لو اطلقها على لبنان”.
وتابع:” اذا ارادوا الحرب “يا هلا ويا مرحبا” ..والعدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان”.