الرئيس الإيراني: أي سلوك متهور للكيان الصهيوني أو أنصاره سيلقى ردًّا قاطعًا وأشدّ بكثير
حذّر الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الكيان الصهيوني وأنصاره من أن أي سلوك متهوّر، سيلقى ردًّا قاطعًا وأشدّ بكثير”، من الهجوم الذي شنته إيران الليلة الماضية على أهداف للعدو الصهيوني ردًا على جريمة استهدافه للقنصلية الإيرانية في دمشق.
وأشار السيد رئيسي العمليات العسكرية التاريخية والمقتدرة والناجحة للقوات المسلحة الإيرانية، التي تمّ التخطيط لها وتنفيذها ردًّا على الانتهاكات والاعتداءات التي قام بها الكيان الصهيوني ضدّ مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا سيما العدوان الإرهابي الذي استهدف سفارة إيران في دمشق، قائلاً: “لقد سطّر أبناء شعبنا الأبطال والشجعان في الحرس الثوري الإسلامي، ليلة أمس، صفحة جديدة من تاريخ اقتدار إيران، وذلك بتعاون وتنسيق مع جميع القطاعات الدفاعية والسياسية في البلاد، حيث تمكنوا من تلقين العدو الصهيوني درسًا قاسيًا”.
أضاف السيد رئيسي: “تم تحقيق “الوعد الصادق” لسماحة قائد الثورة الإسلامية (آية الله العظمى الإمام السيد
والمتمثل في معاقبة المعتدي، نفّذت القوات المسلحة الباسلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية عملية عسكرية مركّبة، استهدفت خلالها أهدافًا عسكرية تابعة للكيان الصهيوني المُحتلّ في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وذلك في إطار ردٍّ قاطع على جرائم هذا الكيان.”
وأضاف: “تأتي هذه الخطوة الدفاعية، التي تندرج في إطار حقّ إيران المقدّس في الدفاع عن النفس، ردًّا على الإجراءات العدوانية للكيان الصهيوني ضدّ أهداف ومصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصّةً العدوان الإرهابي الذي شنّه هذا الكيان في 1 ابريل 2024 على سفارة بلادنا في دمشق، والذي أدّى إلى استشهاد عددٍ من أبطالنا، وكانت العمليات المركبة ليلة أمس تحمل رسالة قوة واقتدار للأمة الإسلامية ورسالة خوف ومذلة لأعداء البشرية”.
وتابع السيد رئيسي: “خلال الأشهر الستة الماضية، وخاصة خلال الأيام العشرة الأخيرة، استخدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية جميع الأدوات والإمكانيات الإقليمية والدولية لجذب انتباه المجتمع الدولي إلى المخاطر القاتلة المترتبة على تقاعس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن اتخاذ أيّ إجراء ضدّ خروقات الكيان الصهيوني المستمرة للقوانين، ومع ذلك، للأسف، ظلّ مجلس الأمن خاضعًا لتأثير ونفوذ الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى الداعمة لهذا الكيان، ممّا جعله مقصّرًا عن أداء واجباته.”
وأشار الرئيس الإيراني إلى “أنّ الإجراء الحكيم والمقتدر الذي اتخذته الجمهورية الإسلامية الإيرانية للدفاع عن وحدتها وسيادتها ومصالحها، يعدّ بمثابة خطوة لمعاقبة المعتدي وإرساء الاستقرار في المنطقة”، مضيفًا: “لقد بدأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بفضل حكمتها ودهائها، في المرحلة الأولى، باستهداف بعض القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تهدد الأمن والاستقرار، وذلك من خلال تنفيذ عمليات جوية باستخدام الصواريخ والمسيرات”.
ولفت إلى “أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى أنّ السلام والاستقرار في المنطقة المحيطة ضروريان لأمنها الوطني، ولن تتوانى عن بذل أيّ جهدٍ من أجل إعادة هذا السلام والحفاظ عليه. والآن، أصبح من الواضح تمامًا لكلّ مراقبٍ منصفٍ أنّ تصرفات الكيان الصهيوني العنصري والمجرم، يُشكّل تهديدًا مباشرًا ودائمًا للسلام والأمن في المنطقة”.
وأكد السيد رئيسي أنّ “قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي قوة أمنية تلتزم بالدفاع عن مصالح دول وشعوب المنطقة. كما أن إيران تسعى جاهدة إلى تعزيز سياسة الجوار وعلاقات الصداقة والتعاون مع دول الجوار. إنّ شعوب المنطقة، بغض النظر عن ديانتهم أو عرقهم أو عقائدهم، يستحقون العيش في سلام وأمان، لكن للأسف أعمال الكيان المحتل الشريرة حرمت شعوب منطقتنا من هذه النعمة لعدة عقود”.
وقال رئيسي: “إنّ المقاومة هي الكلمة المفتاحية لاستعادة الأمن والسلام في المنطقة ونبذ الاحتلال والإرهاب مهما كان نوعه. ونحن نرى أن جذور الأزمة في المنطقة تعود إلى جرائم الإبادة الجماعية والعنف الذي يرتكبه الكيان الصهيوني”، مؤكدًا أنّ إيران لن تدّخر جهدًا للحفاظ على أمن واستقرار في المنطقة”.
وشدّد على “أنّ أي مغامرة جديدة ضد مصالح الأمة الإيرانية ستقابل برد أقسى وأشدّ من جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لافتًا إلى أن قادة القوات المسلحة “يراقبون التحولات في المنطقة عن كثب، ويتابعون كلّ حركة، وإذا أظهر الكيان الصهيوني أو أنصاره سلوكًا متهوّرًا، فسوف يتلقّون ردًّا قاطعًا وأشدّ بكثير”.
وختم مخاطبًا أنصار الصهاينة: “ننصح مؤيدي كيان الاحتلال بتقدير هذا الإجراء المسؤول والمتناسب من جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتوقف عن الدعم الأعمى للكيان الصهيوني، الذي كان أحد الأسباب الرئيسية لتمادي هذا الكيان وانتهاكه للقوانين والمعايير الدولية”.
قاليباف: الرد التالي سيكون أكثر شدة
من جهته نوّه رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف، بالرد الإيراني على الجريمة الصهيونية مؤكدًا أنه أسعد قلب كل إيراني، ومعتبرًا أن هذا الرد “صفعة وجهها الشعب الإيراني للعدو الصهيوني كانت قوية وفيها عبرة”.
وقال قالیباف في بداية الجلسة العلنیة لمجلس الشوری الإسلامي: “إذا حدث خطأ آخر من جانب الکیان الصهيوني أو حلفائه، فإن الرد الإيراني المخطط له سيكون أكثر شدة”.
وأضاف: “إن الانتقام من هذا الکیان الغاصب وقاتل الأطفال قد خلق موجة من السعادة والفخر في قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم. وعلى الحكومات الإسلامية أن تقف على الجانب الصحيح من التاريخ باتباع رغبات ومطالب شعوبها مؤكدًا هي معاقبة المعتدين الصهاينة ولا تضع أنفسها ضد إرادة الأمم”، مشيرًا إلى أن إيران تؤكد على هذا المبدأ بأن أي تهديد ضدنا انطلاقًا من أي دولة سيقابل برد مناسب وقوي في مصدره”.
وأكد قاليباف أن “ضمان الأمن يعتمد علی جعل كل معتدٍ على البلاد یندم والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أظهرت وأثبتت حرصها على الحفاظ على أراضي البلاد وأمنها، أدت واجبها الوطني بكل قوة”.
عبد اللهيان: إيران لن تتردد في حماية مصالحها
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتردد إذا لزم الأمر في حماية مصالحها المشروعة أمام أي عدوان جديد.
وقال في منشور له عبر الفضاء الالكتروني: “إن ممارسة حق الدفاع المشروع يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه إيران تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين”.
اللواء باقري: العملية الإيرانية كانت بمثابة عقاب
من جانبه أكد رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري أن العملية العسكرية الإيرانية “كانت بمثابة عقاب”، محذرًا من أن “رد إيران على أي عمل سيكون أكبر بكثير”. مشددًا على أن تجاوز الخطوط الحمراء الإيرانية “أمر لا يطاق بالنسبة لنا ولا یروق لنا بأي شكل من الأشكال”.
وقال: “إن هذه العملية جاءت ردًا على إجراء كان ينبغي الرد عليه… والحمد لله أن هذه العملية تمت بجهود الحرس الثوري الإیراني وبمساعدة القوات المسلحة الأخرى”.
وأضاف: “إذا نفذ الکیان الصهيوني عملية أخرى فإن ردنا سيكون أكثر شمولًا ولقد حاولنا أن تقتصر عملياتنا على العقاب فقط، ولم يتم استهداف التجمعات السكانية ونحن بالتأكيد على كامل الاستعداد للدفاع عن أرضنا، ونأمل أن تكون هذه العملية مقدمة لانتصار الشعب الفلسطيني المظلوم”.
وأشار إلى أن طهران وجهت للولايات المتحدة الأميركية رسالة عبر السفارة السويسرية مفادها أنه “إذا تعاونت أميركا مع الکیان الصهيوني من خلال قواعدها العسكرية، فإن قواعدها لن تكون آمنة”.
اللواء سلامي: إذا قام الكيان الصهيوني بالرد فردنا سيكون أصعب بكثير
بدوره أكد القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي بأنه “يجب على الكيان الصهيوني أن يعيد حساباته، ويعلم أنه إذا قام بأي رد فعل فمن المؤكد أن رد ايران سيكون أصعب بكثير بناءً على هذه التجربة الجديدة التي اكتسبناها من قدراته”.
ولفت اللواء سلامي إلى أن العملية العسكرية الإيرانية، كان من الممكن أن تكون “عملية واسعة النطاق، لكنه تمّ حصرها في ذلك الجزء من القدرات التي استخدمها الكيان الصهيوني لمهاجمة قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق واستشهاد قادة من الحرس الثوري الإيراني”.
وأكد “أن العملية كانت أكثر نجاحًا مما كان متوقعًا”، موضحًا بأن المعلومات المتوفرة لدى الحرس الثوري عن جميع الضربات المنفذة ليست كاملة حتى هذه اللحظة، إلا أن هناك تقارير دقيقة وموثوقة وميدانية عن جزء من هذه الضربات تظهر بأن هذه العملية تمت بشكل أكثر نجاحًا مما كان متوقعًا.
وأشار اللواء سلامي إلى أن هذه العملية قد أدت لإنشاء معادلة جديدة مفادها بأنه من الآن فصاعدًا إذا قام الكيان الصهيوني بمهاجمة مصالح إيران وممتلكاتها وقاداتها ومواطنيها في أي وقت، سيواجه هذا الكيان برد مضاد من الجمهورية الاسلامية الإيرانية، لافتًا الى أن عملية “الوعد الصادق” هي مثال بارز وواضح جدًا على هذه المعادلة الجديدة.
واعتبر اللواء سلامي أن الشيء المهم في هذه العملية أنها “فتحت فصلًا جديدًا من المواجهة بحيث استطاعت المسيرات والصواريخ الباليستية الإيرانية خرق المنظومات الدفاعية للعدو الصهيوني بدءًا من “القبة الحديدية” وصولًا إلى “مقلاع داوود” وأنظمة “آرو”… ورغم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية للكيان الصهيوني في مجال الدفاع الجوي لم يستطع مواجهة المسيرات والصواريخ الباليستية الإيرانية”.