مأزق “إسرائيل”: “محاولة صعبة لتحديد ردّ لا يجرنا إلى معركة”
تناول معلق الشؤون العسكرية، في “القناة 13” الإسرائيلية ألون بن ديفيد، المعضلة التي تواجهها “إسرائيل” في الرد على الجمهورية الإسلامية بعد عملية “الوعد الصادق”. وفي إجابة له على سؤال عمّا إذا كانت “إسرائيل” قد ابتعدت أم اقتربت من الرد؟ قال بن ديفيد: “لم تبتعد، لكن لاحظت تأنيًا وتفكيرًا هادئًا مقابل الحماسة التي كانت قد سيطرت على متّخذي القرارات قبل ذلك شعورهم بأن الإيرانيين هاجمونا، ويجب أن نهاجمهم فورًا”.
وأضاف بن ديفيد: “هناك محاولة ما، ليست سهلة على الإطلاق، للعثور على الصيغة المناسبة لردِ لا يؤدي إلى رد إيراني مقابل يجرنا إلى معركة”. وتساءل بن ديفيد: “هل إسرائيل قادرة على تقدير النوايا الإيرانية؟ هذا غير مؤكد وفقًا لتجربة اغتيال العميد في قوّة القدس محمد رضا زاهدي في استهداف القنصلية الايرانية في دمشق”. وتابع: “حتّى الآن هناك إجماع في الكابينت بوجوب ردّ قريب، على أن يكون موزونًا وتناسبيًا تقريبًا للهجوم الذي شنّوه علينا”.
وفي إطار عرضه لاحتمالات الرد الاسرائيلي على إيران، قال: “احتمال أن ينطلق سلاح الجو لتدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية المدنية هو احتمال منخفض، لكن مهاجمة قاعدة عسكرية أو منشأة أمنية نسبته معقولة ومرتفعة جدًا. وهناك من يتحدث عن عملية ببصمة منخفضة، أي سريّة، مثل عملية تخريبية سريّة أو تصفية سرية، أيضًا هذا الاحتمال يُدرس”.
وبحسب بن ديفيد: “إيران هنا اجتازت تقاطعًا استراتيجيًا، وأنا لست متأكدًا أن لإسرائيل القدرة على إرجاعها وراء هذا التقاطع، هي حطمت جميع الفرضيات الأساسية لإسرائيل، والتي دائمًا ما اعتقدت أن إيران لا يمكنها المبادرة في هجوم من أراضيها، أو تطلق النيران من أراضيها، لذلك يجب الافتراض أننا لا نفهم مزاج الإيرانيين، ومن هنا تجري دراسة الرد”.
وحول تأثير التهديد الإيراني بالرد المباشر والسريع على “إسرائيل” فورًا في حال هاجمت إيران، قال بن ديفيد: “هذا العامل يؤثر جدًا، وأنا أعتقد أنّهم في إسرائيل يأخذون هذا التهديد بجديّة، هم ينظرون بجدية إلى إيران والى استعداداتها للرد على ردنا، وهذا يحتل جزءًا كبيرًا من التفكير والمعايير؛ إذ من الواضح للجميع أنه إذا ذهبنا إلى معركة مع إيران، سنخسر غزّة”.