بحجة الأعياد “اليهودية”.. اعتداءات المستوطنين تتوسّع في الخليل وجيش الاحتلال يحميهم
برعاية وحماية من يسمى “وزير الأمن القومي” الصهيوني إيتمار بن غفير وبحجة الأعياد اليهودية، تشهد البلدة القديمة، في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، اعتداءات جمة من المستوطنين منذ 48 ساعة الماضية.
هذا؛ ويعتدي المستوطنون بإلقاء الحجارة على نوافذ منازل المواطنين الفلسطينيين وتدمير الأبواب وتهديدهم بالسلاح، ورفع شعارات عنصرية تدعو إلى إبادة العرب، وطردهم من أرضهم. وكل ذلك يحدث؛ وهم يجوبون الأحياء فاقدين الوعي بفعل الإفراط بشرب الخمر، وفقًا لما يقول منسق “تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان”، بديع دويك، في تصريحات صحفية.
في هذا الصدد؛ لفت دويك إلى أنهم رصدوا عشرات الاعتداءات، خصوصًا في مناطق: “تل الرميدة، حارة جابر، حارة السلايمة، واد الحصين وشارع الشهداء”. كما قام المستوطنون، خلال المسيرات والاحتفالات الاستفزازية، بتنظيم رقصات على أسطح المنازل، وإطلاق الشتائم الخادشة للحياء على مسمع أصحاب المنازل وتهديدهم بالقتل. وهذه الأحياء محاصرة، حيث يُمنع الفلسطينيون من الدخول أو الخروج من منازلهم أو القيام بأي الحركة فيها خلال الأعياد اليهودية.
وتخللت احتفالات المستوطنين صلوات “تلمودية” جماعية ورقصات صاخبة في باحات المسجد الإبراهيمي، بحضور بن غفير وعدد من كبار حاخامات مستوطنات الخليل.
كما كثّفت سلطات الاحتلال القيود العسكرية بنشر عشرات الحواجز في مختلف أرجاء المنطقة. وبلغ إجمالي العوائق الحركية 111 عائقًا، تنوّعت بين: حواجز حديدية وبوابات إلكترونية وسواتر ترابية ومكعبات إسمنتية وعوائق حجرية وفقًا للناشط بديع دويك، والذي أوضح أن هذه الإجراءات جعلت من الحركة شبه مستحيلة، حيث أغلقت البلدة بالكامل منذ صلاة يوم الجمعة الماضية، ولم يُسمح لأي فلسطيني بالتحرك داخل المنطقة. كذلك اقتحم المستوطنون المقبرة الإسلامية الواقعة قرب شارع السهلة وشارع الشهداء في البلدة القديمة، حيث “داسوا” بأقدامهم القبور، وهم يلوحون بالأعلام “الإسرائيلية” في مشهد استفزازي صارخ.
كذلك لم يكتفوا بذلك؛ حيث صعّد عشرات المستوطنين على سطح مدرسة “أسامة بن المنقذ”، والمعروفة سابقًا بساحة البلدية التي استولى عليها المستوطنون في العام 1982 وحوّلوها إلى بؤرة استيطانية تحت اسم “بيت رومانو”، وألقوا الحجارة على المحال التجارية الفلسطينية، فتكسرت النوافذ تحت حماية مشدّدة من قوات الاحتلال.
هذه التصرفات الرعناء تمثل تعديًا صارخًا على حقوق المواطنين الفلسطينيين، وتعكس الفوضى المنهجية التي تستهدف فرض سياسة الأمر الواقع في قلب الخليل، والتضييق المفضي إلى التهجير القسري.