بوتين: بإمكان روسيا توجيه ضربات حساسة للدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 5 حزيران/يونيو 2024، أنّ روسيا بذلت قصارى جهدها لإيجاد صيغة للتسوية في أوكرانيا بالطرق السلمية، معتبرًا أنّ التخلص من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد يستغرق عامًا، في حين شدد على أنّ إرسال الأسلحة الغربية لأوكرانيا هو مشاركة مباشرة في النزاع.
كلام الرئيس الروسي جاء خلال اجتماع مع ممثلي وكالات الأنباء الدولية في مدينة سان بطرسبوغ، على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي.
وقال بوتين: “العلاقات بين روسيا وإيران تتطور بشكل جيد في العديد من الاتجاهات”، موضحًا أنّ الرئيس الإيراني الشهيد السيد إبراهيم رئيسي “كان شريكًا موثوقًا به”.
ولفت إلى أنّه “من الممكن إيجاد حلول للمسائل القائمة مع القادة الأوروبيين إذا شعروا بمزيد من الثقة وامتلكوا الشجاعة للدفاع عن المصالح الوطنية”.
وذكر الرئيس الروسي أنّ “روسيا لا تهتم بمن فاز في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ترامب أم بايدن”، ورأى أنّ الولايات المتحدة تحرق دولتها من الداخل خلال المعركة الانتخابية.
وأضاف “لن يتغير شيء بشكل أساسي في السياسة الأميركية نحو روسيا بعد الانتخابات في الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أنّ الإدارة الأميركية ترتكب خطأ تلو الآخر في السياسة الاقتصادية.
ولفت بوتين إلى أنّ رغبة الولايات المتحدة بأن تكون زعيمة الليبرالية العالمية تدمرها من الداخل.
وحول العملية العسكرية في أوكرانيا، قال الرئيس الروسي إنّ “روسيا لم تبدأ الحرب في أوكرانيا. الحرب بدأت بعد الانقلاب في 2014، موضحًا أنّه لا أحد في الغرب يريد أن يتذكر أن الحرب في أوكرانيا بدأت بانقلاب، وروسيا ليست هي المذنب بذلك”.
وأضاف الرئيس بوتين أنّ الجيش الأوكراني يخسر نحو 50 ألف شخص شهريًا، وقال: “أستطيع أن أقول لكم بثقة تامة إن خسائرنا، خاصة إذا كان الأمر يتعلق، لسوء الحظ، بخسائر لا يمكن تعويضها، هي بالطبع أقل بعدة مرات من خسائر الجانب الأوكراني”.
وأشار بوتين إلى أنّ 1348 جنديًا وضابطًا روسيا محتجزون في أوكرانيا و6465 أوكرانيًا لدى روسيا.
وكشف الرئيس الروسي أنّه “تم قتل ما لا يقل عن 30 صحافيًا روسيًا خلال الصراع في أوكرانيا”.
ولفت إلى أن “توريد الأسلحة إلى منطقة الصراع في أوكرانيا أمر سيء وهو خطوة خطيرة نحو التصعيد، وأن ظهور الدبابات الألمانية على الأراضي الأوكرانية تسبب لنا بصدمة معنوية وأخلاقية”.
وقال: “روسيا يمكنها إرسال أسلحتها بعيدة المدى إلى مناطق في العالم حيث يمكن توجيه ضربات حساسة للدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة”.
وأكد أن إمداد برلين لكييف بالصواريخ يؤدي في النهاية إلى تدمير العلاقات الروسية الألمانية، وروسيا تدرك أن ألمانيا لم تكن دولة مكتملة السيادة بعد الحرب العالمية الثانية، وأن ألمانيا معتمدة في مجالي الدفاع والمعلومات على المستفيد النهائي الذي يقبع “خلف المحيط”.
وأوضح الرئيس بوتين أن قطع العلاقات بين روسيا وألمانيا في قطاع الطاقة له نتيجة مؤسفة، والشركات الألمانية أصبحت غير قادرة على المنافسة، مؤكدًا أنّه إذا انهار الاقتصاد الألماني فسوف “تهتز” أوروبا بأسرها.
وحول الملف الاقتصادي لروسيا، أكّد أنّ في الربع الأول من هذا العام بلغ النمو الاقتصادي في روسيا 5.4%، موضحًا أنّ الاقتصاد الروسي لم يتقوّض بسبب العقوبات وخطط الغرب لم تُنفذ، مشيرًا إلى أنّه لم يكن هناك اضطراب في الاقتصاد الروسي بسبب العقوبات.
وقال الرئيس بوتين إنّ الصين تظل الشريك الاقتصادي الرئيسي لروسيا، وأكد أنّ هذه العلاقات لم تتطور بشكل ظرفي، بل على مراحل. وفي الوقت نفسه، تمكنت البلدان من تنويع حجم التجارة.
واعتبر أنّ رغبة الغرب في إبطاء تطور الاقتصاد الصيني خاطئة، ولكي تنجح الدول الغربية، فإنها تحتاج إلى الاندماج في الاقتصاد الصيني، وعدم التدخل فيه.