مندوب إيران في الأمم المتحدة: انسحاب أميركا من سورية ضروري لاستقرار المنطقة
أكد سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط للقوات الأميركية من سورية ضروري لسلام واستقرار سورية.
وقال إيرواني في كلمة خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الوضع في الشرق الأوسط وسورية، الثلاثاء 25 حزيران/يونيو 2024، أنّ “الشعب السوري ما زال يعاني من الأزمات الإنسانية والعدوان والاحتلال الأجنبي والإرهاب”، مضيفًا: “ومع الاحتلال غير القانوني، والعقوبات اللا إنسانية، وتسييس عودة اللاجئين والنازحين داخليًا، وعرقلة الدعم الدولي لإعادة إعمار سورية، تتحمل بعض الدول الغربية مسؤولية إطالة أمد الصراعات وهي تحاول فرض إرادتها على الشعب السوري”.
وأوضح إيرواني أن “مثل هذه الجهود غير قانونية وغير أخلاقية ولن تؤدي إلّا إلى إطالة الأزمة وزيادة معاناة الشعب السوري ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يترك الشعب السوري وحده في الحرب ضد الإرهاب والاحتلال الأجنبي والإرهاب الاقتصادي الناجم عن العقوبات غير القانونية”.
ولفت مندوب إيران في الأمم المتحدة إلى وجوب “احترام سيادة سورية واستقلالها السياسي ووحدتها وسلامة أراضيها احترامًا كاملًا من قبل الجميع وفقاً لقرارات مجلس الأمن”، معبّرًا عن رفض بلاده لـ “أي خطط انفصالية ومبادرات الحكم الذاتي غير الشرعية”.
وشدد إيرواني على وجوب مغادرة جميع القوات الأجنبية التي تعتبر الحكومة السورية وجودها في سورية غير قانوني، مؤكدًا أن “الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط للقوات الأمريكية من سورية ضروري لسلام واستقرار سورية”.
مشيرًا إلى أن القوات الأميركية في سورية “بدلًا من محاربة الإرهاب، تواصل دعم الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل منظمة الأمم المتحدة، مثل جبهة النصرة (تحرير الشام)، وتنهب نفط وثروات الشعب السوري”.
وأوضح إيرواني أن “القتال ضد الإرهابيين في سورية يجب أن يستمر حتى يتم القضاء على تهديداتهم بشكل كامل، ويجب أن يتم هذا العمل بعناية كبيرة لحماية حياة المدنيين، ولا ينبغي السماح للإرهابيين باحتجاز المدنيين كرهائن وتحويل مناطق مثل إدلب إلى ملاذات آمنة لهم”.
وأضاف كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في الأمم المتحدة أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين بشدة العدوان المستمر للكيان الإسرائيلي على سيادة سورية، والذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية”، مجددًا التأكيد على أن “احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل هذا الكيان الاحتلالي هو أمر غير قانوني”.
ولفت إيرواني إلى أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تزال ملتزمة بالتسوية السياسية للوضع السوري وستواصل دعم العملية السياسية التي يقودها ويملكها السوريون وتيسرها الأمم المتحدة”، مشيرًا إلى ضرورة “استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية باعتبارها آلية فعالة لدفع العملية السياسية” دون أي تدخل أو ضغوط خارجية أو تحديد أي موعد نهائي لاستكمال عملها.
وتابع مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: “وفي هذا السياق، ندعم جهود المبعوث الخاص لاستئناف الجولة التاسعة من المفاوضات الدستورية في بغداد كخيار قابل للتطبيق حظي بدعم معظم الأطراف المعنية”، مؤكدًا: “نحن ملتزمون، بالتعاون مع شركائنا في صيغة أستانا، بالعمل على تحقيق التطبيع المستدام وطويل الأمد في سورية وما حولها”.
وأضاف إيرواني: “بالإضافة إلى العملية السياسية، يجب أن تستمر الجهود الدولية لتسهيل إعادة إعمار سورية والعودة الآمنة للاجئين والنازحين إلى مكان إقامتهم الأصلي في سورية، ولا ينبغي أن تؤخذ مصالح ملايين اللاجئين السوريين رهينة لتحقيق مكاسب سياسية من قبل قوى معينة”.
وقال إيرواني: “من المؤسف أن الدول الغربية تجاهلت الوضع الإنساني والاقتصادي المتردي وما زالت تسعى إلى تنفيذ أجندتها السياسية بأي ثمن”، مضيفًا: “ونحن نشيد بالجهود الدؤوبة التي تبذلها وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني في عملهم للتخفيف من معاناة الشعب السوري”.