الشيخ قاسم: المقاومة هي الخيار الوحيد لطرد الاحتلال والدفاع عن بلدنا
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن مستوى الإجرام الموجود في غزَّة والإبادة التي تقوم بها “إسرائيل”، وترعاها أميركا وأوروبا والدول الكبرى، لم يسبق لها مثيل، فالعالم يؤازر “إسرائيل” ولا يقف لا مع حقوق الإنسان ولا مع حقوق الطفولة أو المرأة، ولا كل شعارات القيم التي كانوا يتحدثون عنها قبل ذلك.
وفي كلمة له، خلال المجلس العاشورائي الذي أقيم في الليلة الثامنة من شهر المحرم في مجمع الإمام المجتبى (ع) في بيروت، شدد سماحته على أن العدوان على منطقة المواصي وصمة عار في جبين الإنسانية وفي جبين النظام الدولي. وقال: “العرب والمسلمون والأجانب لا يحرِّكون ساكنًا في مواجهة هذا الإجرام، ولكننا واثقون أنَّها ستكون بوابة للانتصار- إن شاء الله تعالى- وبوابة للنجاح ولتحقيق الأهداف، وهذا يؤسس لنجاحات مسيرة أهل غزَّة وأهل فلسطين والمقاومين المجاهدين الأبطال”.
وتابع: “إذا كان يظن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أنَّه سينتصر فهو واهم، حتى لو ارتكب المزيد من المجازر، ففي نهاية المطاف سيسقط، وستسقط معه القيم الغربية إلى الأبد، لأنَّه يتصرف خلافًا للإنسانية وللحق. في المقابل؛ أصحاب الحق موجودون في الساحة ويدافعون ويعملون، وثبت لدينا بالشكل الواضح بأنَّه لا يوجد شيء إسمه عدالة دولية، ولا يوجد قانون دولي يحمي الحقوق، ولا خيار أمام المستضعفين إلا المقاومة”.
وأضاف: “في لبنان تجاوزت المقاومة فكرة المشروع، إذ كنا نطرح سنة 1982 المقاومة في مواجهة “إسرائيل”، وكان مشروعًا قابلًا للحياة وقابلًا للفشل، على قاعدة أنَّنا لا نعلم ما هي التطورات أو كيف يمكن أن نواجه أو هل سننجح أم لا، أمَّا بعد مرور 42 سنة مع الصبر والمعاناة والتضحيات والشهداء والجرحى والأسرى، ومع الانتصارات المتتالية في سنة 2000 و2006 و2017 والمواجهة الحالية في المساندة، أصبحنا متيقنين أنَّ المقاومة هي الخيار الوحيد الحصري لطرد الاحتلال واستعادة الاستقلال والدفاع عن بلدنا والبقاء بعزَّتنا وكرامتنا، وأنَّ أي لجوء إلى المنظومة الدولية لتُنْصفنا هو لجوء إلى الشرِّ المطلق الذي سيصب في مصلحة “إسرائيل” وأعدائنا”.
وأردف: “لم تعد المقاومة في لبنان مشروعًا؛ بل أصبحت ركيزة أساسية ودعامة من دعامات لبنان، أي أنَّنا بعد اليوم لا نستطيع أن نقول لبنان القوي أو لبنان المستقل أو لبنان المستقبل، إلَّا ومن مقوماته أهله وطوائفه ومقاومته وجيشه وشعبه، ومن دون هذه الدعامة الأساسية التي هي المقاومة لا يمكن أن يستقر لبنان أو أن يتمكّن من عملية المواجهة”.
وختم بالقول: “انظروا إلى ما يجري في غزة وما يفعله العالم، لتتأكدوا بأنَّ القوة مع الحق هي خيار الاستقلال والتحرير والحماية، أمَّا الذين يريدون التحرير بالقلم والورقة والذين يريدون الحماية من الشيطان الأكبر أميركا، والذين يريدون مستقبلهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فليبقوا في غرفهم يلعبون ويسرحون ويمرحون، فنحن نسير في الطريق الصحيح، والقافلة تشق طريقها”.