تحليل أميركي: نتنياهو يسعى لتوريط الولايات المتحدة في حرب في المنطقة
رأى الكاتب في مجلة “تايمز” الأميركية تريتا بارسي أن الهدف من اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية هو إشعال حرب أوسع نطاقًا، وجرّ الولايات المتحدة إليها كما يرغب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وقال إن “إسرائيل” ستدفع ثمنًا باهظًا في حرب إقليمية.
واعتبر بارسي أن مثل هذه الحرب ستخدم مصالح نتنياهو من نواحٍ عدة، مشيرًا الى أن اغتيال هنية سيقضي على فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار وشيك، وهو رفض مرارًا أيّ صفقة تُنهي الحرب.
وذكّر الكاتب بما كشفته صحيفة “هآرتس” عن أن نتنياهو قام عمدًا بتسريب معلومات حسّاسة إلى الإعلام في جولات تفاوض سابقة، وفي مراحل مفصلية بهدف تعطيل المحادثات.
وبحسب الكاتب، يدرك نتنياهو أن صفقة التبادل ستؤدي إلى انهيار حكومته وحُكمه كرئيس للوزراء، وستؤدي إلى محاكمته وسجنه على خلفية تهم الفساد، لذلك يعتبر أن الطريقة الأكثر فاعلية للقضاء على المحادثات تكمن في تصفية مفاوض الطرف الآخر.
من ناحية ثانية، اعتبر الكاتب أن اغتيال هنية قد يضع كاملا هاريس في موقف صعب اذا ما أصبحت الأخيرة رئيسة، مضيفًا “بينما حملت إدارة جو بايدن مرارًا حركة حماس مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق، الا أن هناك مؤشرات تفيد بأن هاريس قد تتبنى نهجًا مختلفًا”، وأشار إلى ما قالته عقب زيارة نتنياهو إلى واشنطن الاسبوع الفائت، حيث أكدت أنه “حان الوقت لإبرام الصفقة”، مُحمّلة نتنياهو مسؤولية عدم إحراز التقدم.
وتوقّف الكاتب عند حديث هاريس بلغة جسدية “باردة” خلال لقائها نتنياهو وتعبيرها عن تعاطفها مع معاناة الفلسطينيين، ورأى أنه من المستبعد أن يكون قد مرّ ذلك من دون أن يترك انطباعًا لدى نتنياهو.
الكاتب قال إن اغتيال هنية قضى على خطّ مفاوضات محتملة اخرى وهو بين الولايات المتحدة وإيران، وتابع “انتخاب مسعود بزشكيان كرئيس لإيران فتح نافذة صغيرة لتجدد العمل الدبلوماسي، إلّا أن التصعيد الذي حصل بسبب الاغتيال قوض بشكل كبير الفرص على هذا الصعيد”، وأردف “طهران ترى أن “إسرائيل” أقدمت على هذا العمل بموافقة أميركية، وقد وجّه السفير الإيراني لدى الامم المتحدة رسالة إلى رئيس مجلس الأمن جاء فيها: “أن الهجوم ما كان ليقع من دون تفويض ودعم استخباراتي أميركي”.
وتوقّع الكاتب أن يكون قرار اغتيال هنية خلال مراسم تنصيب بزشكيان صدفة، لافتًا الى أن نتنياهو يسعى منذ عقدين إلى جرّ واشنطن إلى حرب مع طهران، وأن آخر الرؤساء الأميركيين الأربعة واجهوا ضغوطًا من “إسرائيل” لمهاجمة إيران.
ووفق الكاتب، أنه وعلى الرغم من أن الاهتمام تركّز بشكل أساس على البرنامج النووي الايراني، إلّا أن الرغبة في هجوم أميركي مباشر لديها جذور أعمق بكثير من مجرد تخصيب اليورانيوم، و”إسرائيل” تنظر إلى إيران على أنها تهدد الترتيبات الاقليمية التي تعطيها مجالاً مفتوحًا للتحرك، بما في ذلك القدرة على ضرب سوريا ولبنان بحصانة شبه كاملة.
وفي النهاية، خلُص الكاتب الى أن اغتيال هنية يبدو أنه يهدف إلى جرّ إيران إلى ردّ قد يتحوّل بسهولة إلى حرب أوسع تجر الولايات المتحدة التي ما تزال تستطيع منع المنطقة من الدخول في الفوضى، لكن شريطة أن تكون مستعدة لرسم خطوط حمراء واضحة لنتنياهو.