نائب هاريس.. سجل ملحوظ في رفض التدخلات العسكرية الأميركية
كتب دانيال لارسون مقالة نشرت على موقع “Responsible Statecraf”، أشار فيها إلى اختيار المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس لحاكم ولاية مينيسوتا المدعو تايم ولز لمنصب نائبها.
ولفت الكاتب إلى أن قرار هاريس جاء بعد حملة ضغوط مكثفة لصالح مجموعة من المرشحين، من بينهم حاكم ولاية بينسيلفينيا المدعو جو شابيرو، حيث كانت المنافسة أخيرًا بين الأخير وولز الذي كان المرشح المفضل لدى العديد من التقدميين والمنظمات العمالية حسب الموقع، وهو يملك سجلاً من الخدمة العسكرية والعامة في قوات الحرس الوطني والكونغرس قبل أن ينتخب حاكمًا لولاية مينيسوتا.
وأضاف الموقع أن “ولز أكثر تقدميًا من شابيرو الا أن اختياره لا يبدو أنه يواجه ممانعة تذكر من أية من المعسكرات الأساسية داخل الحزب الديمقراطي”.
وأشار الكاتب الى أن هاريس استجابت لتحذيرات التقدميين الذين حذروا من أن اختيار شابيرو سيثير الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي، وذلك بسبب الهجمات التي شنّها الأخير على المتظاهرين الرافضين للحرب في غزة والدعم الذي كان أبداه لقوانين حظر المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) بحق “إسرائيل””.
ورأى الكاتب أنه “إذا ما صح ذلك، فيبدو أن القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية لعبت دورًا غير مباشر في اختيار ولز، إذ إن شابيرو أصبح خيارًا جدليًا بسبب مواقفه ضد الطلاب الجامعيين الذين تظاهروا ضد الحرب في غزة”، مضيفًا أن “ولز وبينما لم يتطرق كثيرًا للمظاهرات، إلا أنه أبدى احترامًا أكبر بكثير للمتظاهرين عندما تحدث عن ضرورة الإصغاء إلى ما يقولونه”.
وتحدث الكاتب أيضًا عن خبرة يتمتع بها ولز في السياسة الخارجية تعود إلى أيامه كمشرع في الكونغرس، مشيرًا الى أنه انتخب في الكونغرس عام 2006 حيث ركز في حملته وقتها على رفض الحرب على العراق، وإلى أنه صوّت لصالح سحب القوات الأميركية من العراق عام 2007. كذلك لفت إلى أنه تبنى موقفًا مغايرًا لموقف إدارة أوباما عام 2013 عندما عارض العمل العسكري ضد سورية على خلفية موضوع “الخط الأحمر” المتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية. كذلك نبه إلى أن ولز كان من رعاة أحد المشاريع في مجلس النواب، يطالب الرئيس بسحب القوات الأميركية المشاركة في الحرب على اليمن، وذلك في عام 2017.
وفي المقابل، نبه الكاتب إلى أن ولز أعرب عن تفاؤله الحذر إزاء التدخل في ليبيا خلال الأسابيع الأولى من تلك الأحداث، إلا أنه اعتبر أن الدور الأميركي يجب أن يكون محدودًا للغاية ومحدّدًا من حيث الهدف والمدة الزمنية، مضيفًا أن “ولز على ما يبدو في العموم يشكك في جدوى التدخلات العسكرية، إلا أنه لم يرفض التدخل في جميع الحالات”.
أما على صعيد “إسرائيل” وفلسطين، فقال الكاتب :”إن ولز اتخذ مواقف تنسجم مع المواقف التقليدية للحزب الديمقراطي طوال حياته السياسية، مشيرًا إلى أنه أعرب عن دعمه لحل الدولتين ووقف إطلاق النار في غزة، وإلى أنه صوّت باستمرار لصالح تقديم المساعدات لـ”إسرائيل” عندما كان في الكونغرس.
وبيّن الكاتب أن ولز دعم المبادرات الدبلوماسية الأميركية في أماكن أخرى في المنطقة، مشيرًا إلى أنه صوت لصالح الاتفاق النووي مع إيران.
وفي الختام، قال الكاتب :”إن اختيار ولز يعطي هاريس نائبًا مخضرماً لديه سجل من المواقف المعارضة للحروب”، مضيفًا أنه “وبينما يجب الانتظار لمعرفة مدى تأثير سياسة هاريس الخارجية في ولز، اعتبر أن الأخير انحاز لصالح الدبلوماسية مقابل الحرب في العديد من ملفات السياسة الخارجية خلال العقدين المنصرمين”.