إعلام العدوّ: أميركا أوضحت لـ”الإسرائيليين” أنّه إذا أصرّوا على محور “نتساريم” فلن تحصل صفقة
رأى الكاتب والمحلّل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيوني نداف إيال، أنّه “على الرغم من التفاؤل الذي عبّرت عنه جهات محدّدة في ختام القمة في الدوحة في نهاية الأسبوع، عندما تحدث مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن “تفاؤل حذر” لدى طاقم المفاوضات “الإسرائيلي”، عمليًا يبدو أنه لا تزال هناك عقبات كبيرة قبيل إتمام صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح المختطفين”، على حدّ تعبيره.
وفي مقال، له لفت إلى أنّ “إحدى القضايا الخلافية المركزية المتبقية هي المطلب الذي طرحه نتنياهو لمنع عودة مسلحين إلى شمال القطاع في إطار وقف إطلاق النار تندرج في الصفقة- وهو مطلب لم يندرج في المخطّط الأصلي من شهر أيار/مايو، لكنّه طُرح في “وثيقة التوضيحات” التي نُقلت في نهاية شهر تموز/يوليو”.
وبحسب الكاتب فإنّ “مصدرًا “إسرائيليًا” مطّلعًا على المفاوضات قال إنّ الأميركيين أوضحوا لـ”إسرائيل” وللوسطاء، في غرفة المفاوضات، أنه لن تكون هناك قيود في الوقت الحقيقي، أو أي آلية منظمة ودائمة لفحص السكان العائدين إلى منازلهم في شمال القطاع”.
وقال المصدر “الأمر ليس مطروحًا على الطاولة. من ناحيتهم، لن تكون هناك صفقة إذا أصرت “إسرائيل” على شرط كهذا، بعد إخلاء ممر “نتساريم””.
بالموازاة، قال مصدران “إسرائيليان” إنّ رئيس الحكومة وافق على تأجيل مناقشة هذا الموضوع كله إلى نهاية المفاوضات. “هذا التأجيل يسمح له بالطبع باستخدام موضوع عودة الفلسطينيين إلى الشمال كحبة سم لتفجير الصفقة – أو اتّخاذ قرار بأن الإنجازات الأخرى تبرر قبولها”.
وتابع الكاتب: “ويسود تشاؤم وسط الجهات الأمنية في “إسرائيل” بخصوص فرص التوصل إلى صفقة، وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن رئيس الحكومة – الذي سحب بالفعل طلب “الآلية” – أعاد إلى هذا المطلب في الأيام الأخيرة”.
وأضاف “يؤكدون في المؤسسة الأمنية أن الإنجاز الأساسي لـ”إسرائيل” هو إمكانية العودة للحرب بعد المرحلة الأولى من إعادة المختطفين، ومع تدهور إقليمي خطير. الأميركيون، للتذكير، يأملون أن تتمكّن الصفقة بين “إسرائيل” وحماس إلى كبح هجوم خطير من جانب إيران وحزب الله الذين تعهدوا بالانتقام على اغتيال (القائد الشهيد) إسماعيل هنية في طهران و(القائد الجهادي الشهيد السيد) فؤاد شكر في بيروت”، بحسب الكاتب.
وعن التشاؤم تحدث أمس الصحيفة رونن بيرغمان، وكتب أن طالأميركيين قرروا بدعم من الوسطاء الآخرين، القيام بنوع من السفر عبر الزمن إلى 27 أيار/مايو والالتزام بالصيغة التي أرسلتها “إسرائيل” – والتي كشف عنها الرئيس الأميركي جو بايدن وقبلها مجلس الأمن – وتجاهل في هذه الأثناء تصريحات ومطالب حماس وإضافات نتنياهو ومنعطفاته. وقد أتاح هذا المسلك تشكيل أربعة طواقم عمل تعالج القضايا الساخنة دون الالتزام في هذه المرحلة بما حصل بعد تقديم المخطّط”.
وذكر أنّ “الطاقم الأول سيهتم بمحور فيلاديلفيا وأعضاؤه إسرائيليين ومصريين. الطاقم الثاني سيعالج معبر رفح ويشارك فيه مصر، حماس وفتح/السلطة الفلسطينية. الطاقم الثالث سيتهم بالمساعدات الإنسانية، والرابع بالمفاوضات. ومن المفترض أن يجتمع الطاقمان الأخيران في القاهرة اليوم. أما بخصوص الأولين، ليس من الواضح حتّى الآن أين ومتى سيجتمعان. على أي حال، من المفترض أن يجتمع كلّ الفريق، من كلّ الدول، في القاهرة يوم الخميس أو على أبعد تقدير يوم الأحد بعد أسبوع، وبعد ذلك تلخيص عمل كلّ طواقم العمل على أمل أن يكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق”.
وقال مسؤول “إسرائيلي” أمس إن “الوسطاء، الذين يريدون حقًا التوصل إلى اتفاق ويبذلون جهودًا كبيرة، لكن في النهاية هم مجرد وسطاء، يجرون مفاوضات التي هي بالأساس في ما بينهم، وإلى أبعد تقدير بينهم وبين الطاقم الإسرائيلي. أقول عن قصد “الطاقم الإسرائيلي”، لأنه يدور الحديث عن مفاوضات لا تأخذ بعين الاعتبار مطالب أهم شخصين، وربما الوحيديْن المهمين، بنيامين نتنياهو ويحيى السنوار. لا توجد أي مشكلة جوهرية، ولا حتّى نصف جوهرية، لم يتمّ حلّها في الدوحة في هذين اليومين، وفرص حلها خلال الأسبوع المقبل هي فقط أكبر بقليل من احتمال التوصل إلى سلام عالمي حتّى ذلك الحين”.