السيد الحوثي: زوال العدوّ “الاسرائيلي” حتمي والرهانات الأخرى خاسرة
أكّد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال كلمته في تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف الخميس 5 أيلول/سبتمبر 2024 أنّ “المسلمين في غزّة يعانون من عدوان همجي وإبادة جماعية حركت الضمير الإنساني في بلدان غير مسلمة، وبعض الأنظمة باتت مفضوحة في تواطئها وتعاونها مع العدوّ “الإسرائيلي” وولائها له، وهي حالة مخزية”.
وأردف “الأمة في أكثر شعوبها وحكوماتها فقدت تمامًا الروحية الجهادية، وهذا شيء واضح ومؤسف ومؤلم”، مشيرًا إلى أنّ “خمود الروح الجهادية وفقدانها يشكّل خطرًا حقيقيًا على الأمة، وهذا من الدروس المهمّة المستفادة من سيرة الرسول (ص) وما قدّمه القرآن عن جهاده ودوافعه”.
ولفت الحوثي إلى أنّ “العرب يتفرجون على جرائم القتل في فلسطين وعلى انتهاك الأعراض وحرق المصاحف وتدمير المساجد وتجويع الملايين دون موقف”، مؤكّدًا أنّ “ترك الجهاد في سبيل الله تعالى في ظل هجمة حقيقية كاملة على الأمة من الأعداء، حالة خطيرة”.
ورأى السيد الحوثي أنّه “يمكن للإنسان أن ينعى حالة الكثير من أبناء أمتنا” خصوصًا أنّ الكثيرين منهم تنصلوا من “أي موقف في سبيل الله لمناصرة الشعب الفلسطيني، وهذه حالة ذلة وحالة جبن وخوف”.
وتابع “بعض الأنظمة مهما قدمت من خدمات كبيرة فإن العدوّ عندما يقرر الاستغناء عنهم لن يقدر لهم ما فعلوه له”، لافتًا إلى أنّ “من أكبر الفضائح تجاه ما يحصل في فلسطين هي الفضيحة الكبرى للتكفيريين الذين يحولون بوصلة العداء، وعنوان الجهاد عندهم لا يفعّلونه إلا لتدمير الأمة من الداخل، ولإثارة الفتن تحت العناوين المذهبية والطائفية لخدمة العدوّ”، متسائلًا “أين هو جهاد التكفيريين وأين هو الاستشهاد وأين هم الانتحاريون لينتحروا في وجه الصهاينة اليهود؟ تلاشى كلّ شيء!”.
وأكّد الحوثي أنّ “العدوّ “الإسرائيلي” عدو واضح صريح في عدائه للإسلام والمسلمين، لا التباس في أمره”، لذلك فإنّ “عنوان الجهاد لا بد من إحيائه، وسيمثل الحل الحقيقي لزوال العدوّ الصهيوني، وزوال العدوّ حتمي والرهانات الأخرى خاسرة”.
ورأى السيد الحوثي أنّ “المجاهدين في قطاع غزّة يجاهدون في سبيل الله باستبسال وثبات وتفانٍ مع إمكانياتهم البسيطة، ومستوى تماسك وثبات المجاهدين في غزّة لا تستطيعه جيوش كبيرة من جيوش أنظمة عربية اتجهت اتّجاهًا آخر لو هبت عليها هبة أميركية أو “إسرائيلية” واحدة”، مؤكّدًا أنّه “لو حظي صمود الشعب الفلسطيني بالدعم والمساندة من أمته لكان الموقف متقدمًا أكثر”.
وأردف “واقع العدوّ “الإسرائيلي” يشهد عليه بالفشل بالرغم من الجبروت والظلم والعدوان الغاشم والإبادة الجماعية، والعدوّ بما هو عليه من إجرام وعنجهية وتدمير شامل، يكشف عما هو عليه من جبن وخَوْر وضعف”، لافتًا إلى أنّ “ما يحدث في فلسطين هو اختبار مهم لأمتنا، ويكشف واقع كلّ شعوبها وكلّ أنظمتها وكلّ نخبها العلمائية والأكاديمية”.
وأضاف: “كشعب يمني، نحمد الله أنّ تحركنا على أساس الجهاد في سبيل الله، ونصرة فلسطين وفي مواجهة معلنة وصريحة وواضحة ضدّ أميركا و”إسرائيل” وبريطانيا، وقواتنا المسلحة تحركت في عمليات عسكرية جريئة، لضرب العدوّ بكلّ ما نتمكّن ودون أي قلق، أو أي سقف هابط ونسعى لما هو أكبر بمعونة الله”، مؤكّدًا أنّ “العمليات مستمرة وكلّ أسبوع له محصلته من القصف الصاروخي والاستهداف للأعداء بالصواريخ الباليستية والمجنحة”.
وتابع السيد الحوثي: “منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على غزّة كنا نتلهف لو أمكن شعبنا التحرك بمئات الآلاف للالتحام المباشر في المعركة البرية” لكن “حالت بيننا وبين المواجهة المباشرة مع العدوّ الجغرافيا الواسعة لأنظمة عربية، الكثير منها يتواطأ مع العدوّ “الإسرائيلي”” لذلك “كنا نتمنى لو يختبروننا، أو يكرهوننا ويهدفون للتخلص منّا أن يفتحوا لنا الطريق إلى قطاع غزّة لكنّهم لم يفعلوا ولن يفعلوا”، مشيرًا إلى أنّ “بعض الحكام العرب جعلوا من أنفسهم تروسًا يحملها الأميركي ويتقي بها ما يوجه إلى العدوّ “الإسرائيلي””.
وأردف “نحن في عمل مستمر، وحقق الله للعمليات في البحار نتائج كبيرة وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط، والأعداء يتحدثون في ما يتعلق بمعركة البحر الأحمر بمفردة الهزيمة مع مفردة الفشل، لعدم قدرتهم على حماية السفن الصهيونية”، مؤكّدًا أنّ “شعبنا يسهم جهادًا في سبيل الله بعملياته البحرية، وهو مستمر أيضًا في تطوير قدراته، وبما يفاجئ الأعداء، والأعداء سيفاجؤون في البر كما تفاجؤوا في البحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ، تساعد على التنكيل بهم”.
وختم السيد الحوثي قائلاً: “لن نألو جهدًا في أن نفعل كلّ ما نستطيع نصرةً للشعب الفلسطيني وجهادًا في سبيل الله مع ألمنا الدائم وإحساسنا بالتقصير. ولن نخذل الشعب الفلسطيني أبدًا ما دام فينا عرق ينبض وما دام فينا وجود للحياة، لأننا مع حياتنا نحمل الإيمان بالله تعالى”.