“خريطة نتنياهو” تُثير الكثير من ردود الأفعال في تونس
أثارت خريطة للشرق الأوسط عرضها المجرم رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو منذ أيام تفاعلًا كبيرًا في تونس، باعتبار أنّ من أعدوا تلك الخريطة لرئيس وزراء الكيان الغاصب تعمدوا على ما يبدو عدم كتابة اسم تونس أمام موقعها على الخريطة، وذلك خلافًا لبلدان أقل منها مساحة.
واتفق التونسيون على أنّ ما حصل لم يكن سهوًا وإنما غضبًا من السياسة التونسية الشعبية والرسمية التي رفضت الانخراط في المسارات التطبيعية المختلفة التي انطلقت منذ عقود طويلة، وانتهت بما يُعرف بمسار إبراهيم الذي تصدّت له عملية طوفان الأقصى.
إيقاف التمويل
إن ما هو أكيد، بالنسبة لكثير من التونسيين أن الكيان الغاصب ومن ورائه الصهيونية العالمية غير راضين على السلوك السياسي التونسي خاصة وقد مورست ضغوط كبيرة على الخضراء من أجل التطبيع ولم تجد تجاوبًا منها. ولعلّ ما يدعم هذا الرأي هو إيقاف صندوق النقد الدولي لدعمه للاقتصاد التونسي ورفضه صرف قرض تحتاجه تونس بشدة كان قد وافق عليه في وقت سابق على مستوى خبرائه لكن مسؤوليه التنفيذيين رفضوا صرفه رغم أن المبلغ زهيد ولا يحتاج كلّ هذه المماطلة.
ويدرك القاصي والداني أن هذا الصندوق هو بيد الولايات المتحدة الأميركية صاحبة أهم الأسهم في رأسماله، وبالتالي فهي التي لها الكلمة الفصل في مساعدة الدول التي تمر بصعوبات اقتصادية من عدمها. وبحسب هؤلاء، فإن مماطلة صندوق النقد الدولي في دعم تونس اقتصاديًا هدفه استعمال هذا القرض كورقة للضغط على الخضراء لترضخ وتطبع مع الكيان الغاصب سواء في إطار ما سمي بمسار إبراهيم أو في أي إطار آخر.
ورأى الكثير من رواد مواقع التواصل من التونسيين أن عدم اعتراف المجرم نتنياهو ببلدهم هو شرف لهم، ودليل على أن في تونس “أشاوس” يزعجون نتنياهو بمواقفهم الثابتة ودعمهم للمقاومة وخصوصًا في فلسطين ولبنان. والدعم بنظر هؤلاء، يكون بشتى الطرق ولا يقتصر فقط على الإمداد بالسلاح أو على القتال الميداني الذي انخرط فيه في وقت ما الكثير من التونسيين ممن تطوعوا في صفوف المقاومة الفلسطينية واستشهدوا واسترجعت المقاومة اللبنانية رفاتهم في إطار صفقات تبادل الأسرى مع الكيان الغاصب.
الاستعداد الجيد
وأكد كثير من التونسيين بعد هذه الرسالة المشفرة ضرورة الاستعداد الجيّد للمخطّطات الصهيونية التي قد تستهدف تونس خلال الفترة القادمة، خاصة وأنّ الصهيونية قد عرفت بمؤامراتها ومخطّطاتها التدميرية التي تطال كلّ من يعارض سياساتها، ودعا البعض الآخر إلى ضرورة الحذر وأخذ الحيطة حتّى من أقرب الأقربين ممن يتظاهرون بصداقة تونس وبمساندة محور المقاومة، لكن سلوكهم في الخفاء مختلف تمامًا وهم على استعداد لوضع أيديهم بيد أي متآمر على تونس حتّى وإن تعلق الأمر بالكيان الصهيوني.
وللإشارة، فإنّ الكيان الصهيوني كان قد قصف تونس سنة 1985 وتحديدًا منطقة حمام الشط التي كانت تؤوي منظمة “التحرير الفلسطينية” التي انتقلت إلى هناك بعد خروجها من بيروت سنة 1985. كما قام “الموساد” باغتيالات على الأراضي التونسية طالت شخصيات فلسطينية هامة في مقدمتها مهندس الانتفاضة الأولى خليل الوزير أبو جهاد والقيادي صلاح خلف أبو إياد. كما اغتالت يد الغدر الصهيونية المهندس التونسي محمد الزواري بمزله بمدينة صفاقس التونسية وهو الذي ابتكر مسيرات الزواري للمقاومة في فلسطين.عبير قاسم / العهد الاخباري