“معاريف”: حزب الله انتصر في المعركة وتسبب في أن تنكفئ “إسرائيل” إلى الوراء
قال المراسل العسكري لصحيفة “معاريف “الإسرائيلية”” آفي أشكنازي “إن اللواء أوري غوردين هو أحد قادة الألوية المثيرين للإعجاب في هيئة الأركان العامة في الجيش “الإسرائيلي””.
وفي مقالة له في الصحيفة، أوضح أشكنازي أن “حرب سيوف حديدية قد بدأت بخطأ، وهناك شك في أن تكون بسببه أو بسبب المستويات الأعلى”.
ورأى أن قرار إخلاء سكان الشمال من منازلهم يجب أن يُدرس بشكل واسع، قائلًا: “للمرة الأولى منذ تأسيس الدولة، في نوبة اللواء غوردين، “إسرائيل” تخلت عن منطقة من البلاد، تراجعت إلى الوراء وخلقت حزامًا أمنيًا في الأراضي المحتلة”.
على المستوى الإستراتيجي، حزب الله انتصر في المعركة وتسبب في أن تنكفئ “إسرائيل” إلى الوراء، وفقًا لأشكنازي، مضيفًا: “منذ ذلك الحين، يحاول اللواء غوردين بكل قواه تغيير وجه المعركة”.
ومن الناحية التكتيكية، زعم أشكنازي أن “إسرائيل” وجّهت ضربة لحزب الله وتسببت له بخسائر كبيرة بين عناصره، واستهدفت قيادته وأصابت قوته النارية ومخازن الذخيرة، مشيرًا إلى أن “إسرائيل” لم تنجح في تغيير المعادلة، وخسرت إستراتيجيًّا في الحرب في الشمال.
وتابع أشكنازي: “اللواء غوردين تهرّب على ما يبدو من دروس التاريخ”، موضحًا أن الجيش “الإسرائيلي” تواجد في لبنان طوال 18 عامًا، إلى أن خرج من هناك في عام 2000، وقد أقام حزامًا أمنيًّا حتى قبل تأسيس حزب الله.
وأضاف “كل جيش دخل إلى لبنان لم يصمد، لا “إسرائيل”، ولا الأميركيون ولا الفرنسيون”.
وأردف أشكنازي: “لعلم اللواء غوردين، عندما تمركز الجيش “الإسرائيلي” في الحزام الأمني في لبنان، لم تحافظ القوات على الجليل، هم لم يمنعوا إطلاق الصواريخ المنحنية المسار على “كريات شمونة”، “نهاريا”، “شتولا”، أو صفد، هم بالإجمال دافعوا عن أنفسهم في مرمى البط”.
وأضاف: “في كل نهاية شهر يقومون في الفرقة 91 بملخص شهري، إذا سقط لنا 12 جنديَّا قتيلًا، فإن هذا يكون شهرًا جيّدًا نسبيًّا، ويمكن التعايش مع الأرقام، أما إذا سقط في نهاية الشهر أكثر من 20 جنديًّا قتيلًا، فإن هذا يكون شهرًا سيئًا وصعبًا”، مؤكدًا أنه ليس من الصدفة أن حصل حينها احتجاج شعبي، وتأسست حركة الأمهات الأربعة.
ولفت أشكنازي إلى أن الجيش يعمل وفق ثلاثة أساليب: روتين، دفاع وهجوم، وهو مستعد لحروب قصيرة ولحسم سريع وواضح، وفق زعمه، مشدّدًا على أن الجيش الآن في حرب طويلة من دون حسم، مدعيًا أن الحل لهذا الوضع واحد هو الهجوم وهزيمة حزب الله.
وأفاد أن “اقتراح قائد المنطقة الشمالية يفيد الأحبولة الإعلامية، إذ لا يوجد في اقتراح اللواء غوردين تفكير عسكري منطقي”، ورأى أن “نظرية الحزام الأمني لن تمنع إطلاق النار على الشمال، بل على العكس، قد تكون دافعًا لإطلاق نيران مكثفة لحزب الله على “حيفا”، و”الكريوت” و”تل أبيب””، مؤكدًا أن التمركز في الحزام الأمني هو تضليل وحيلة عديمة الفائدة.
واعتبر أشكنازي أن اقتراح اللواء غوردين للمستوى السياسي هو ببساطة: “تعالوا نواصل الغرق ليس فقط في جبهة غزة، إنّما أيضًا في الجبهة اللبنانية، ويمكن لكل أم “عبرية” أن ترسل أبناءها إلى الجيش “الإسرائيلي” وتختار أين تفضل أن يغرق في غزة أو في لبنان”.