الموسوعة العسكريةاهم الاخبار

هناك أجوبة على تهديد الطائرات المسيّرة لكنّها لم تصل بعد إلى “الجيش الإسرائيلي”

 

يقول ضابط كبير في الاحتياط، موبخًا: “يجب أن نقول بصراحة، في ظل النجاح الكبير للغاية في الشمال، لم يقم سلاح الجو ببناء قوة مناسبة لتهديد الطائرات المسيّرة بحجم واسع كهذا. هذه مسألة أساسية. في النهاية، نشأ وضع حيث كانت أربع طائرات حربية وسفينة صواريخ – في أحسن الأحوال – تطارد طائرة مسيّرة. كنا نعلم ذلك، تمامًا كما علمنا أن سلاح الجو لم يقم ببناء ما يكفي من القوّة لمساعدة القوات البرية على الحدود”.

الهجوم الدقيق الذي نفذته طائرة مسيّرة لحزب الله في غرفة الطعام في قاعدة تدريب لواء “غولاني”، والذي أدى إلى مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من 60 آخرين، هز الدولة بأكملها وصدم هيئة الأركان العامة في “الجيش الإسرائيل”ي. وما زاد من حدة الانتقادات، وبالطبع الإحباط، هو حقيقة أن سلاح الجو شخّص الطائرة، وتبعها، وحاول اعتراضها، وقدّر أنها سقطت في البحر، ثمّ فوجئ بأنها اخترقت طبقات الحماية. في التحقيق الأولي الذي أجري بعد الكارثة، اتضح أيضًا أن المدنيين أبلغوا عن رؤية طائرة مسيّرة في السماء، وتم نقل المعلومات إلى وحدة الرقابة في سلاح الجو، ولكن لم يتم اتّخاذ قرار لتحذير الجمهور والجيش وتفعيل صفارات الإنذار.

وتقول الدكتور ليران عنتبي، باحثة رفيعة في ورشة يوفال نئمان في جامعة “تل أبيب”، إنه “يجب أن ندرك أنه لا توجد حماية محكمة، حتّى عندما تكون هناك منظومات مذهلة. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى تحسين آليات التحذير لإعطاء الفرصة على الأقل للحماية. هناك أوضاع لا يمكنك فيها الاعتراض، لأن الطائرة المسيّرة أو المحلقة تحلق على ارتفاع منخفض، وفي مرحلة كهذه لن يؤدي الاعتراض إلا إلى زيادة المخاطر والدمار”.

وتشير الدكتور عنتبي إلى مشكلة أخرى في كلّ ما يتعلق باستعداد “إسرائيل” للتعامل مع الطائرات المسيرة والمحلقات الانقضاضية، وتقول: “هذه مهمّة صعبة للغاية، ليس فقط تكنولوجيًا ولكن ثقافيًا في الغالب. والجانب الآخر هو أن يتعلم منا ويتغير بشكل أسرع من وتيرة التطور والتغيير لدينا. وإلى أن نصلح ذلك، فإننا متخلفون عن الركب. المنافسة هي بين قوتين تعملان بسرعات مختلفة تمامًا. لذلك، حتّى لو وصلنا إلى الذروة التكنولوجية والعلمية، فهذه عمليات تستغرق وقتًا، والجانب الآخر يرتجلها، ويستوعبها بطريقة يصعب على مؤسستنا الأمنية الاستجابة لها. كلّ العالم يتغير. انظروا ماذا يحصل في الولايات المتحدة، لمواكبة ذلك، يلجأ الأميركيون إلى المزيد من الشركات مع مناقصات أكثر”.

في “إسرائيل” تعمل اليوم عدة شركات صغيرة، تطوّر وتشغل منظومات متقدمة للدفاع إزاء الطائرات المسيرة والمحلقات. إحداها، هي شركة R2 – Wireless. في “إسرائيل”، تتعاون الشركة مع المؤسسة الأمنية بمختلف المخطّطات، وهي تعمل في الخارج في أوروبا وفي أميركا الجنوبية وفي آسيا.

مدير عام الشركة هو أون فينغ، الذي خدم كقائد سرية استطلاع في وحدة موران. يتحدث فينغ، مثل الدكتورة عنتبي، عن أهمية عملية التعلم السريع للتهديد، والقدرة على ملاءمة المنظومات معها وحتّى توقعه مسبقًا. ويضيف أن التهديد التالي في ساحة المعركة المتمثل في الطائرات المسيرة أصبح في متناول اليد بالفعل: “لم يعد هناك تعامل مع وسائل مألوفة، بل تلك التي يتم إنتاجها باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، المرتجلة، محلية الصنع. وهذا بالضبط ما يفعله الأوكرانيون بالروس. يجب أن يكون الحل في مجال الدفاع الجوي متعدد المراحل ومتعدد الطبقات. لا يوجد منظومة واحدة، بل يتم استخدام عدة منظومات: تعتمد على الراديو، وعلى أساس الرادار، وعلى البصريات وأجهزة الاستشعار من أنواع مختلفة. ومن ناحية أخرى، فإن النموذج الذي يدخل فيه الجيش “الإسرائيلي” تكنولوجيات للجيش هو نموذج مكسور. إنه لا يعمل”.

في بداية الحرب، شرعت المؤسسة الأمنية في التسلح على نطاق واسع. باستثناء أن هذا الجزء منه لم يكتمل بكميات تجارية يمكن أن توفر ردًا واسع النطاق، فإن جزءًا منه ببساطة غير مناسب للتهديد، والنتائج واضحة اليوم. وإلى جانب الشعور بعدم وجود عقيدة قتالية منظمة لجميع الوحدات، يواجه “الجيش” صعوبة في مزامنة كلّ المنظومات في صورة واحدة في جميع القطاعات. ولم نتطرّق بعد إلى الحديث عن الضفّة الغربية وعن الدفاع عن القوات في المناورة في العمق اللبناني.

يقول فينغ: “يجب على “الجيش الإسرائيلي” تكثيف المنظومات وأجهزة الاستشعار بجميع أنواعها لحماية سماء “البلاد”، ويجب أن يكون كلّ شيء متصلًا ببعضه البعض”.

موقع والاه – أمير بوحبوط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى