الرئيس التونسي يؤكد على أن التطبيع خيانة ويجدد الوقوف مع فلسطين ولبنان
قال الرئيس التونسي قيس سعيد بمناسبة أدائه اليمين الدستورية بعد انتخابه رئيسًا للبلاد لولاية ثانية، وذلك في جلسة عامة ممتازة انعقدت في مقر البرلمان التونسي بباردو، أنه لا وجود لمصطلح التطبيع مع الكيان الصهيوني، المغتصب والمجرم، بين التونسيين، وأن من يتعامل مع الكيان الصهيوني المغتصب هو بصدد ارتكاب جريمة خيانة عظمى، وأنه يعيدها ويكرّرها ولن يتراجع عنها أبدًا.
النصر هو الخيار
وأضاف ساكن قصر قرطاج: إن تونس تساند مساندة مطلقة الشعب الفلسطيني حتّى يقيم دولة حرة على كلّ أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، كما أكد وقوف تونس دون شروط مع الشعب اللبناني الشقيق. وأكد أيضًا أن الشعب التونسي مصر على العبور من ضفة الإحباط إلى ضفة العمل والبناء والتشييد، مستلهمًا عباراته من حرب أكتوبر 1973.
ورأى سعيد أن “النصر هو الخيار الذي لن نقبل له بديلًا”، وربط بين هذا النصر والتدخلات الغربية في الشؤون الداخلية لتونس، وبالتالي لن يتحقق أي نصر في ظل تدخل هذه القوى الخارجية. وقال في هذا الإطار إن التصدي للعقبات لا يوازيه سوى التصدي لأي تدخل في شؤوننا الداخلية، والشعب وحده هو الذي يقرر ويختار وليس ما يمليه الخارج، ودعا مجدّدًا إلى العبور المستوحى من معجم مصطلحات حرب أكتوبر وذلك لبناء مستقبل مشرق.
مواقف سابقة
وكان الرئيس سعيد قد أكد في مرات سابقة كثيرة أن التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة. وكانت البداية في المناظرة التلفزيونية التي جمعته سنة 2019 بالمرشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي قبيل التصويت في الدور الثاني لهذه الانتخابات. وقد رجحت هذه العبارة كفة المرشح الرئاسي في ذلك الوقت قيس سعيد للفوز بعرش قرطاج بفارق كبير على منافسه المباشر وهو القادم من خارج الطبقة السياسية التونسية ولم يكن لديه تيار سياسي يدعمه أو تحالفات انتخابية تدفع باتّجاه فوزه.
ولعل رفض تونس القاطع الانخراط في ما عرف بمسار إبراهيم الذي طبّعت بموجبه دول عربية عديدة مثل المغرب وعمان والبحرين وغيرها وذلك في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم الضغوط العديدة التي مورست على الخضراء من أجل التطبيع، يؤكد أقوال الرئيس قيس سعيد. وقد ربط البعض بين هذا الرفض التونسي القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيوني وبين تجميد صندوق النقد الدولي لقرض كان وافق على منحه لتونس على مستوى خبرائه رغم حاجة تونس الملحّة له خلال السنة الماضية.
كما ربط البعض بين هذا الموقف التونسي الصارم من التطبيع وبين خريطة للعالم العربي، مضاف إليها إيران وتركيا، عرضها سيئ الذكر بنيامين نتنياهو منذ أكثر من شهر، لم يتم فيها تدوين اسم تونس أمام موقع البلد على الخريطة، وهو ما فهم منه أنه رسالة من الكيان الغاصب إلى تونس. ويبدو أن مضمون الرسالة، بحسب الكثيرين، أنك في قائمة المغضوب عليهم صهيونيًّا وما منْع تمويلات صندوق النقد الدولي عنك إلا البداية، وبالتالي ستكون عرضة مستقبلًا لاستهدافات هذه الصهيونية المتحكمة بالصناديق المالية. ويبدو أن الرأي العام في تونس لا يبالي برسائل مجرم الحرب نتنياهو ويعتبر غضبه من تونس وسام شرف لها ولشعبها المساند للمقاومة.عبير قاسم/ العهد الاخباري