قضايا وآراء

كجريمة حرب.. “العفو الدولية” تدعو للتحقيق في استهداف “إسرائيل” مؤسسة القرض الحسن

 

أقرت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء 22 تشرين الأول/أكتوبر 2024، بأنّ فروع جمعية مؤسسة القرض الحسن في لبنان، والتي قصفها جيش العدو “الإسرائيلي”، ليست أهدافًا عسكرية، مُرجّحةً أن يشكّل ذلك انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.

وأكدت المنظمة، في تقريرٍ، بشأن قصف الاحتلال لفروع هذه المؤسسة التي وصفتها بجمعية مالية غير ربحية، أنّه “يجب التحقيق فيه باعتباره جريمة حرب”.

وأوضحت أنّه بموجب قوانين الحرب، تعتبر فروع المؤسسات المالية أهدافًا مدنية “ما لم يتم استخدامها لأغراض عسكرية”، معترفةً أنّه “من المرجح” أن تشكّل هذه الهجمات هجومًا مباشرًا على أهداف مدنية.

واعترفت بأنّ قرض الحسن يعمل بموجب ترخيص منحته الحكومة اللبنانية، لافتةً إلى أنّه يعدّ “حاليًا أكبر مقدم للقروض الصغيرة في لبنان”.

وعن طبيعة عمل القرض الحسن، أكدت المنظمة أنّ اللبنانيين المدنيين، من مختلف الطوائف، يستفيدون منه للحصول على قروض لدفع تكاليف التعليم والرعاية الصحية والشركات الصغيرة، وخاصة منذ انهيار القطاع المصرفي في لبنان في عام 2019، بينما خضع للعقوبات الأميركية منذ عام 2007.

المديرة العليا للبحوث والمناصرة والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية، إيريكا جيفارا روزاس، علّقت على هذا العدوان “الإسرائيلي”، مُقرّةً بأنّه يُظهر تجاهل “إسرائيل” للقانون الإنساني الدولي.

وشرحت روزاس أنّ تجاهل الاحتلال للقانون الدولي يأتي على خلفية استهدافه مؤسسة تشكّل شريان حياة اقتصادي لعدد لا يحصى من المدنيين اللبنانيين، إلى جانب إصداره تحذير الإخلاء قبل أقل من 40 دقيقة من بدء الضربات.

وشدّدت على أنّ ادعاء جيش الاحتلال بأنّ المؤسسة تقدّم تمويلًا لحزب الله، لا يفي بتعريف القرض الحسن على أنّه هدف عسكري، وخاصة بالنسبة للفروع التي تخدم العملاء المدنيين.

وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أنّه بموجب القانون الإنساني الدولي، يُحظر شنّ هجمات على المدنيين والأهداف المدنية، مشددةً على الشروع على وجه السرعة في تحقيق دولي في الهجمات على القرض الحسن.

ودعت المنظمة الاحتلال إلى “الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي”، مؤكدةً أنّ ذريعة الارتباط بحزب الله لا يكفي لتصنيف مبنى مدني أو المدنيين بداخله كأهداف عسكرية.

وذكرت المنظمة أنّ العديد من فروع ومكاتب جمعية القرض الحسن تقع في مباني سكنية وفي وسط مناطق سكنية مكتظة بالسكان، “مما دفع المئات من السكان إلى الفرار من منازلهم بعد أن أصدر الجيش “الإسرائيلي” عدة تحذيرات بالإخلاء”.

وفي اعتراف بالهدف “الإسرائيلي” من قصف فروع القرض الحسن، نقلت المنظمة عن “مسؤول استخباراتي “إسرائيلي” كبير” قوله “إنه بالإضافة إلى إعاقة قدرة حزب الله على العمل وإعادة البناء بعد الحرب، فإنّ الهدف الرئيسي هو التأثير على الثقة بين حزب الله وعملاء هذه الجمعية باعتبارها نظام مصرفي”.

وعلى ضوء هذا الاعتراف “الإسرائيلي”، أكدت منظمة العفو الدولية إن هذا الهدف “الإسرائيلي” ليس مبررًا قانونيًا لاستهداف مؤسسة بصورة عسكرية.

وكان الاحتلال الإسرائيلي، قد شنّ، قبل أيام، 11 ضربة على مباني مؤسسة القرض الحسن في الضاحية الجنوبية لبيروت، إضافة إلى عدة فروع أخرى بما في ذلك الجنوب والبقاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى