“هآرتس”: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كشف خوف نتنياهو من ترامب
قال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” “الإسرائيلية” عاموس هرئيل: “بعد الإعلان الرسمي من قطر مساء أمس الأربعاء عن وقف إطلاق النار في غزة، يمكن الآن القول بثقة إن صفقة الأسرى بين “إسرائيل” وحماس قد بدأت، بعد استكمال الإجراءات القانونية في “إسرائيل” نهاية الأسبوع، فمع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد، ستبدأ أيضًا عملية تحرير الأسرى”، مشيرًا إلى أن “ذلك سيحدث قبل يوم واحد من أداء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اليمين مرة أخرى رئيسًا للولايات المتحدة، تمامًا كما أراد، إذ أدت الضغوط الهائلة التي مارسها على الأطراف والوسطاء من مصر وقطر في النهاية إلى التوصل إلى الاتفاق”.
وأشار هرئيل إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان يرفض هذه الصفقة لفترة طويلة، بينما أصر مؤيدوه على أن الاعتبارات كانت مهنية، والسيطرة على ممر “فيلادلفيا” على الحدود مع مصر قُدّمت كضرورة أمنية دائمة لـ “إسرائيل”، بينما السرعة التي تراجع فيها نتنياهو عن هذا المبدأ تحت ضغط ترامب تشير إلى الوزن الحقيقي للحجة”، مردفًا: “كان الاعتبار الأساسي الذي يوجّه نتنياهو لفترة طويلة هو البقاء السياسي، فكان غروره وتركيزه على مشاكله القضائية قد ساهما في المفاجأة المروعة في يوم المذبحة، ولم يتحسن أداؤه بشكل كبير خلال الحرب، ولو كان نتنياهو قد كلف نفسه مناقشة الحلول السياسية ليوم ما بعد حماس في غزة، لن يكون الجيش “الإسرائيلي” قد تمركز في غزة بلا داعٍ في الأشهر الأخيرة”.
وتابع: “لعله فات الأوان الآن لتبني تسوية سياسية بديلة، فحماس في موقع جيد للعودة واستعادة صلاحياتها المدنية في القطاع، وحتى استعادة قوتها العسكرية تدريجيًا، وسيتفاجأ الجمهور عندما يكتشف ما تنازل عنه في المفاوضات الرجل الذي يقول إنه يريد أن يُذكر على أنه المدافع الحازم عن أمن “إسرائيل”، وليس فقط السيطرة الدائمة على “فيلادلفيا”، ولكن أيضًا السيطرة على محور “نتساريم”، وقدرة حقيقية على مراقبة عودة أكثر من مليون فلسطيني إلى شمال القطاع، كما وافق على السماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع كل يوم، أي 100 أكثر من العدد المتوسط قبل الحرب”.
وأردف: “في الأشهر التي تأخر فيها عن قبول الخطة التي قدمتها إدارة بايدن في أيار/مايو، كان نتنياهو يخشى بشكل رئيسي من شركائه من اليمين المتطرف، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين هددا بتفكيك حكومته. الآن يبدو أن ترامب لم يترك له خيارًا آخر، مما أظهر خوف نتنياهو من ترامب أكثر من بن غفير”.
ولفت إلى أن “بعض أتباع رئيس الحكومة “الأوفياء” يمرون في الأيام الأخيرة بعملية صحوة مؤلمة، فترامب ليس من محبي “إسرائيل” أو نتنياهو، وهو يعمل من خلال مجموعة معقدة من المصالح، تتعلق بموقع الولايات المتحدة في الصورة الإستراتيجية الدولية المتغيرة بسرعة، وتحركه أيضًا مكانته الشخصية وسمعته”.
وقال هرئيل: “بالأمس لم يكن من الواضح إذا كانت كتلتا اليمين المتطرف تعتزمان الانسحاب من الائتلاف، فبعد الكلمات العالية والتحذيرات من كارثة وطنية قريبة، يواجه قادتهما صعوبة في التخلي عن مزايا المناصب، وهم ليسوا وحدهم، بالطبع الساخر الرئيسي هو نتنياهو، فأمس، لمدة ساعة ونصف، كان يحرص على تضخيم أزمة اللحظة الأخيرة مع حماس حول تفسير بند الوجود في “فيلادلفيا”، ولن يغير هذا شيئًا في نص الاتفاق النهائي، لكنه أتاح لرئيس الحكومة خلق انطباع مؤقت بأنه لا يزال يصر على مطالبه، وعلى الأرجح لم يكن يهتم بالقلق الذي أثاره ذلك لدى عائلات الأسرى”.