المكتب الإعلامي الحكومي بغزة يفنّد ادعاءات الاحتلال حول مستشفى الشفاء
فنّد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف ادعاءات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي حول وجود انفاق ومقرات القيادة والسيطرة للمقاومة الفلسطينية تحت مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة.
وقال معروف خلال مؤتمر صحفي “منذ بداية العدوان والمحرقة الصهيونية ضد أهالي قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تعودنا على تلقي أكاذيب الاحتلال وادعاءاته؛ ولكننا لم نتوقع أن يصل الحال بخياله المريض المليء بالعقد النفسية لنسج أباطيل لا يصدقها طفل صغير، حيث خرج علينا الناطق باسم جيش الاحتلال في مؤتمر وهمي زائف في كل تفاصيله بدءاً من الادعاءات الواردة فيه، مروراً بالأدلة المزعومة وصولاً للرسم الجرافيكي المستخدم والمتداول على الانترنت حتى أنه لم ينتبه لتغيير العلم السعودي المستخدم في هذا الفيديو الجرافيكي”.
واضاف “بات معلوماً للجميع أن الاحتلال دأب على كيل الاتهامات لمستشفى الشفاء الطبي منذ سنوات والأمر ليس جديداً، ورغم أن كل القيادات التي اغتالها الاحتلال طوال السنوات الماضية باختلاف مراتبهم، لم يكن واحداً منهم داخل أو محيط مستشفى الشفاء ورغم ذلك يظل الاحتلال يردد ذات الأسطوانة المشروخة لا لشيء إلا للوصول إلى أعلى درجة من الإجرام وتبرير استهدافه لمجمع الشفاء الطبي وهو الأكبر في الأراضي الفلسطينية، في استمرار واضح لجرائمه المرتكبة في ظل هذه المحرقة المتواصلة منذ 23 يوما”.
وتابع “ومع استمرار إصرار الاحتلال وناطقيه على الكذب والإمعان فيه، فإننا نقدم بين يدي العالم أجمع دلائل كذب وادعاء الاحتلال حول المستشفى:
الكذبة الأولى: كذبة الأنفاق ومقرات القيادة والسيطرة التي زعم أنها تحت مستشفى الشفاء، عارضاً رسوم وفيديو محاكاة؛ والتي يمكن لكل مبتدئ في فنون المونتاج عمل مثلها، وإذا كان يمتلك الاحتلال دليلاً واحداً غير هذا الهراء فليبرزه أمام العالم أجمع، مع العلم أن مستشفى الشفاء يحتضن اليوم قرابة 60 ألف نازح ويمتلئ بآلاف الكوادر الطبية وآلاف الجرحى والمرضى ولا يوجد متراً واحداً إلا ويمتلئ بالمواطنين فضلاً عن أن طائرات الاحتلال الاستطلاعية تحلق بشكل لحظي فوق المجمع وفق معروف.
وأردف “ولو توفر لدى الاحتلال دليلاً واحداً لما تردد هذا الناطق في إبرازه وعرضه في هذا المؤتمر الصحفي السخيف كما لم يعد خافياً أن المجمع يمتلئ اليوم بعشرات كاميرات التلفزة العالمية مفتوحة البث على مدار اللحظة وتنقل وتبث كل ما يدور على مدار اللحظة، فكيف يعجز عن توفير دليل واحد على افترائه؟.. ببساطة لأنه يكذب”.
أما الكذبة الثانية وفق معروف التسجيلات الساذجة التي عرضها الناطق باسم جيش الاحتلال لرجل وامرأة يتحدثان بلهجة مشكوك أساساً في فلسطينيتها؛ خاصة بعد كشف العديد من منصات التحقق أن الاحتلال استخدم سابقاً محادثات وصور مفبركة وأعدها جنود بالجيش يتحدثون العربية؛ عدا عن إمكاننا عمل محادثة بصوت هذا الناطق نفسه وهو يقر بقتله مئات الأطفال وذلك باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي.
وقال “إن هذه المحادثات ومحتواها لا يمثل أي دليل، فأين هي منظومات الاستطلاع وقواعد الرادارات التي يقول جيش الاحتلال أنها تكشف له كما ما يدور في غزة وتجعله كتاباً مفتوحاً؟ فهل يصعب عليه تقديم دليلاً حول ما يدعيه؟ ولكنه يكذب ولذلك يصعب عليه إيجاد دليل فيسعى ليخلقه من العدم ولكن بصورة محدودة الأفق وضعيفة الحجة حتى أمام الأطفال”.
والكذبة الثالثة بحسب المكتب الإعلامي الحكومي سرقة الوقود، حيث بلغت به الوقاحة مبلغاً تجعله يكرر كذبة تم دحضها ونفيها من مفوض عام الأونروا اليوم في مؤتمره الصحفي، والذي قال أيضاً أنه لا يوجد أي معلومات حول سرقة الوقود الوارد للوكالة فضلاً عن تكذيبه سابقاً في الصور التي نشرها لخزانات وقود بمعبر رفح قيد الإنشاء والتجهيز، ولا يتواجد بها أي لتر وقود ولا زال الجميع يتابع مناشدات توفير الوقود حتى من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين؛ ولكنها سياسة الكذب التي استمرأها الاحتلال ظناً أنها يمكن أن تنطلي على أحد.
وقال “الكذبة الرابعة: حديثه عن المنطقة الآمنة بالجنوب وادعائه الأخلاقي المزعوم بتوجه الناس إليه، فلن نذكركم بمجزرة سوق السيارات خلال توجه بعض الناس إلى الجنوب، فارتقى 70 شهيداً وأصيب 200 مواطناً، ولكن سنعرض لكم حقيقة المناطق الآمنة التي يتحدث عنها هذا الناطق وجميعكم قد تابعتم عشرات المجازر التي ارتكبها جيشه في هذه المناطق وآخرها بحق عائلة أبو شمالة والأسطل والأخرس خلال الساعات الماضية، فإذا كانت هذه المناطق آمنة فلماذا قتل الاحتلال فيها 3423 إنساناً؟ ولماذا بلغ عدد الشهداء من أهل الشمال الذين نزحوا طلباً للأمان في مناطق الجنوب 568 شهيداً، ومع ذلك لا زال يكذب هذا الناطق بكل وقاحة”.
والكذبة الخامسة وفق معروف هي المناطق التي حدّدها باللون الأحمر واعتبرها أماكن تواجد قيادات، هذه الأماكن المحددة هي: مبنى الاستقبال والطوارئ، ومبنى العناية والجراحات التخصصية، والحضانات، والعيادات الخارجية، وغسيل الكلى، وجميع هذه المرافق تعج بمئات المرضى والجرحى والكوادر الطبية والنازحين ويكفي أن يعلم نسبة انشغال الأسرّة اليوم بالمجمع بات 170% ومن يتجول بأروقة وغرف المستشفى وممراتها لن يجد شبراً فارغاً من الناس حتى باتت غرفة العناية والعمليات يتواجد أمامها النازحين من أبناء شعبنا.
وقال “إن هذه الأكاذيب والادعاءات المتتالية من الاحتلال وناطقيه فإننا نرى أنها توطئة وتمهيد لإلحاق الأذى بهذا المرفق الطبي الهام بل والأهم على مستوى الأراضي الفلسطينية، وواضح أنه يحاول تكرار سيناريو ما جرى في المستشفى الأهلي المعمداني، بعد أن دشن حملة ادعاءات حول استخدامها ومن ثم قام بارتكاب المذبحة المروعة التي راح ضحيتها أكثل من 471 شهيداً، لذا نحذر الجميع وندق ناقوس الخطر بنوايا الاحتلال تجاه مجمع الشفاء الطبي الركيزة الأساسية بالمنظومة الصحية في قطاع غزة وحال المساس به، فإن ذلك يعني انهياراً تاماً لهذه المنظومة وحكماً بالإعدام على كل مريض وجريح حالي أو متوقع في ظل استمرار العدوان”.
واستطرد قائلًا “إن هذا التهديد الواضح الذي يتزامن مع زيادة الضغط الإنساني باستهداف محال ومخازن ونقاط بيع المواد الغذائية خلال الساعات الأخيرة كما يتزامن مع تهديد مقر بلدية غزة، يعني أن الاحتلال يسعى لإحكام جريمته المتواصلة منذ 21 يوماً وانهائها بإبادة جماعية محققة لجميع سكان قطاع غزة إما جوعاً أو قتلاً بالطائرات أو جراء توقف خدمات البلديات والمكرهة الصحية المتولدة عن ذلك”.
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي كل وسائل الإعلام لتوثيق الأماكن التي أشار إليها الناطق باسم جيش الاحتلال، ليطلع وليري العالم أجمع الفرق بين الحقيقة والكذب وليرى العالم أجمع صوراً من نتائج وتداعيات المحرقة النازية التي يرتكبها هذا الاحتلال النازي بحق المرضى والجرحى والنازحين وطبيعة الكارثة الإنسانية التي جعلت من هذا المجمع الطبي ملاذاً لعشرات الآلاف الهاربين من الموت الذي يسقطه الاحتلال بطائراته.
ودعا معروف وفد الصليب الأحمر وكل المؤسسات الدولية لزيارة هذه المناطق، متسائلًا لماذا يمنع الاحتلال المؤسسات الدولية من العمل في مناطق الشمال ليترك الساحة خالية ويعبث كذباً كما يشاء؟