وزير الحرب الصهيوني: التصعيد في الضفة خلال شهر رمضان سيضرّ بأهداف حرب غزة
حذّر وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت من أنّ احتدام الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة، خلال شهر رمضان المبارك، من شأنه أن يضرّ بأهداف العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة.
جاء ذلك في وثيقة داخلية، بعث بها غالانت مؤخرًا إلى رؤساء الأجهزة الأمنية في الكيان الصهيوني، قبل أيام من بداية شهر رمضان المبارك. وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن الوثيقة أرسلت إلى: لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان) وإلى رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الموساد دادي برنياع ورئيس جهاز الشاباك (الأمن العام) رونن بار ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي وإلى أعضاء كابينت الحرب- رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزيرين بني غانتس وغادي آيزنكوت.
وبحسب مصادر الصحيفة: “تحذيرات غالانت أدلى به سابقًا في عدة منتديات مغلقة، لكنه يحذّر الآن كتابيًا وفي تداول واسع نسبيًا”، مشيرة إلى أن المسؤولين في مكتب غالانت رفضوا التعليق على فحوى الوثيقة وقالوا: “نحن نعتذر عن تسريبات غير مسؤولة لمواد حساسة”.
كما كشفت “يديعوت أحرونوت” عن أنّ أساس الوثيقة التي وصلت إليها يقوم على الآتي:
1- وزير الأمن (الحرب) يحذّر من احتدام الوضع في الضفة الغربية قبيل شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
2- الحديث يدور عن تحذير استراتيجي لشعبة الاستخبارات “أمان” والشاباك من انفجار عنيف.
3- تصعيد في هذه الساحة هو مصلحة لحماس ولإيران.
4- احتدام الوضع في الضفة الغربية يستلزم نقل قوات من غزة ومن الحدود الشمالية، وسيشكّل صعوبة في تحقيق أهداف الحرب.
5- أسباب التصعيد: ازدياد التحريض، تدهور الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية، ضعف أجهزة السلطة وتصريحات السياسيين الإسرائيليين.
6- يوصي غالانت بالسماح قدر المستطاع بحرية العبادة في المسجد الأقصى.
وقالت الصحيفة: “إن الوثيقة تتناول ضرورة اتخاذ خطوات في إطار استعداد المؤسسة الأمنية لتصعيد محتمل في الضفة الغربية.. في الخلفية؛ يحذر غالانت من أن القدرة على مواصلة القتال حتى تحقيق الأهداف في غزة مرتبطة إلى حد كبير بدرجة الاستقرار الأمني في الضفة”.
وكتب غالانت في تطرقه إلى جبهتي غزة ولبنان يقول إن: “التصعيد سيصعّب علينا مواصلة تركيز الجهود وتنفيذ مهمات الجيش لتحقيق أهداف الحرب بسبب الحاجة لنقل قوات إلى الضفة الغربية من قطاعات أخرى”. وأضاف غالانت في الوثيقة: “إن التصعيد الأمني في الضفة الغربية هو مصلحة لحماس ولإيران، والأجهزة الأمنية تواجه مؤخرًا واقعًا إشكاليًا في الضفة الغربية، والذي قد يخرج عن السيطرة.. شعبة الاستخبارات والشاباك زادوا من العمل ووصفوا ذلك بأنّه إنذار استراتيجي من اندلاع عنف في المنطقة”.
وأورد غالانت في الوثيقة عدة بنود، بسببها تتفاقم الحساسية في شهر رمضان المبارك هذا العام؛ وهي: حجم الحوادث “الإرهابية”، تحريض متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي، جهود إحباط واسعة للقوات الأمنية، تدهور الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية بسبب عدم دخول العمال إلى “إسرائيل” وضعف أجهزة الأمن الفلسطينية بسبب عدم تحويل الأموال للسلطة، وتصريحات غير مسؤولة من جانب جهات سياسية إسرائيلية بخصوص الحرم القدسي قبيل شهر رمضان، وهو بذلك يشير إلى من يُسمى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وتابع غالانت: “في ضوء كل هذا، هناك احتمال فعلي لتدهور وتصعيد غير ملحّ في الضفة الغربية وفي أرجاء “إسرائيل”، الأمر الذي سيؤدي إلى تحويل موارد وعديد قوات من غزة بشكل يمسّ بقدرتنا على تحقيق أهداف الحرب”.
وأوصى غالانت في الوثيقة بـ”ضرورة السماح بإدخال عمال فلسطينيين بشكل تدريجي وفقًا للنموذج الذي وضعه الشاباك، وتعزيز تحويل الأموال (للسلطة الفلسطينية) وفقًا للنموذج المتفق عليه في الكابينت، والعمل على تخفيف التوتر مع السكان المدنيين للحفاظ على حرية العبادة، والسماح بدخول الفلسطينيين إلى الحرم القدسي ضمن القيود التي أوصى بها الجيش الإسرائيلي والشاباك، والإعلان والوضوح بشأن القرارات التي تُتخذ، بشكل فوريّ”؛ وذلك على حد قوله.