حمدان: مرونة حماس في مسار التفاوض يوازيها تصميم على مواصلة المقاومة
أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن الحركة عملت بكلّ جدية وإصرار للتوصل لاتفاق لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، وتكثيف دخول المساعدات والإغاثة وعودة شعبنا للمناطق التي هجروا منها وخاصة في الشمال، وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزّة.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم الثلاثاء 5 آذار/مارس 2024 تحدث فيه عن آخر تطوّرات العدوان الصهيوني المتواصل ضدّ قطاع غزّة قال حمدان: “تمَّ خلال اليومين الماضيين، تقديم رؤية الحركة وموقفها من المقترح الذي قدَّمه لنا الأخوة الوسطاء المصريون والقطريون نهاية الأسبوع الماضي، وأكّدنا فيه على شروطنا في وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين إلى المناطق التي نزحوا منها وخاصة إلى الشمال، وتقديم المساعدات والإغاثة الكافية والإعمار”.
ولفت حمدان إلى أنَّ الحركة تعاطت بروح إيجابية ومرونة عالية مع مقترحات الإخوة الأشقاء في مصر وقطر، في كلّ مراحل التفاوض، موضحًا أنَّ نتنياهو يواصل تهرّبه وعدم مسؤوليته أمام جمهوره، لحسابات سياسية شخصية، تكشف خوفه ورعبه من مستقبله السياسي ومرحلة ما بعد الحرب.
وشدد القيادي في حركة حماس على أنَّه “على أبواب شهر رمضان المبارك، ومع استمرار هذا العدوان النازي ضدَّ شعبنا، لليوم الـ 151، ورغم حجم القتل والمجازر والإبادة الجماعية، وآلام النزوح والجوع والعطش، إلاَّ أنَّ هذا العدوّ النازي لم يحقّق أيًّا من أهدافه العدوانية”، معتبرًا أنَّ صورة تآكل هذا الكيان المهزوم وأركان حربه داخليًا في تعاظم وازدياد، وصورة صمود وصبر شعبنا وقوَّة وبسالة مقاومتنا، في ثبات وتجذّر وإصرار على الانتصار.
هذا، وجدد حمدان التأكيد على أنَّ الحركة “لن تسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحًا بلا أفق مع استمرار العدوان وحرب التجويع ضدّ شعبنا، أو غطاء لمواصلته ارتكاب المزيد من جرائمه بحق المدنيين العزل، أو لكسب الوقت للمضي في حرب الإبادة ضدّ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة”، مشددًا على أنَّ “أيّ مرونة تبديها الحركة في مسار التفاوض لوقف العدوان الصهيوني حرصًا على دماء شعبنا وتضحياته الجسام، يوازيها في المقابل استعدادًا وتصميمًا على مواصلة كلّ أشكال النضال والمقاومة، دفاعًا عن شعبنا وأرضنا وثوابتنا ومقدساتنا، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك”.
كما، لفت القيادي في حركة حماس إلى أنَّ “كلّ شعارات الإنسانية والحريّة والعدالة، التي تتغنّى بها الإدارة الأميركية الشريكة لهذا الاحتلال في جرائمه وعدوانه ضدّ شعبنا سقطت وانكشف فيها كلّ المواقف المتخاذلة والمتقاعسة عن كسر الحصار الظالم عن قطاع غزَّة، مؤكدًا ان ما عجز عن فرضه الصهاينة وللولايات المتحدة في الميدان لن يأخذوه بمكائد السياسة”.
كذلك تطرق حمدان إلى معاناة الشعب الفلسطيني، وقال: “لا يزال الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطنون والنازحون في كلّ محافظات قطاع غزَّة كارثيًا، ولا يمكن وصفه أو اختصاره في عبارات، بل بات المرض والجوع والعطش يحصد يوميًا، أرواح الآلاف من أبناء شعبنا في قطاع غزَّة خصوصًا من الأطفال والنساء وكبار السن، في ظلّ خروج كافة المستشفيات عن الخدمة، وعدم وصول المواد الإغاثية والطبية الكافية”.
وأضاف: “تتواصل حرب التجويع التي يشنّها الاحتلال منذ أكثر من خمسة أشهر، على المدنيين خصوصًا في محافظتي غزّة والشمال، مما أجبر المواطنين الباحثين عن لقمة العيش لأولادهم لتعريض حياتهم للخطر والوقوع في كمائن القتل التي ينصبها الاحتلال الفاشي، مؤكدًا ان انقطاع المياه بشكل كامل عن محافظتي غزّة والشمال، يزيد من معاناة المواطنين من العطش، بسبب عدم توفّر مياه الشرب، وانعدام حتّى المياه غير الصالحة للشرب، بسبب قصف الاحتلال المستمر للآبار ومحطات المياه، وانعدام الوقود اللازم لسحب المياه”.
ولفت حمدان إلى أنَّ “استمرار الاحتلال في حرب التجويع ضدّ شعبنا، واستهدافه لقوافل المساعدات، وارتكاب مجازر بحق المواطنين المتجمّعين حولها، هو إصرار واضح من هذا الكيان المجرم على المضي قدمًا في حرب الإبادة والتطهير العرقي، وتحدّ سافر وتجاهل مفضوح لكافة القوانين الدولية والضوابط الإنسانية، ولمقررات محكمة العدل الدولية”، موضحًا أنَّ “جريمة الاحتلال على دوار النابلسي، والتي ارتقى ضحيتها مائة وثمانية عشر من الشهداء، والمئات من الجرحى، الذين تجمّعوا فجرًا بانتظار الحصول على ما يَسُدُّ رَمَقَ أطفالٍ جوعى، ليُرديهم رصاصُ آلياتِ جيش الاحتلال النازي وقذائفها، في جريمةٍ وحشيّة يندى لها الجبين، تلاها روايةٌ صهيونية وقحةٌ لِما حدَث، تتنصل من الجريمة بكلّ صلَفٍ واستخفاف”.
وتطرق حمدان إلى البيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي، وأكد انه خضع للضغوط والتعديلات الأميركية، ليعبِّر أخيرًا عن (القلق) إزاء مجزرة النابلسي؛ لا يرقى إلى مستوى الجريمة، ويثبت من جديد، العجز الذي أصاب الأداة الأهم للأمن الدولي، في مواجهة حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزّة.
كما، دعا حمدان كلّ الدول والحكومات الداعمة لحقوق شعبنا وقضيته العادلة إلى إيجاد طرق أكثر نجاعة لإيصال المساعدات، وضرورة فتح المعابر لإدخالها برًا، بما يضمن وصولها إلى مستحقيها بأمان ونظام، كذلك دعا “دولنا العربية والإسلامية إلى التحرك العملي والجاد لوقف ما يتعرض له شعبنا من جريمة إبادة جماعية، والعمل بشكل جاد على التنفيذ الفوري لقرار القمَّة العربية الإسلامية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، والذي أكّد على كسر الحصار الصهيوني”.
ودعا ايضًا شعوب أمتنا العربية والإسلامية إلى مواصلة كلّ أشكال التضامن والتأييد والدعم للشعب الفلسطيني وأهلنا في قطاع غزَّة، والاستمرار في الخروج بفعاليات ومظاهرات شعبية واسعة تنديدًا بجرائم الاحتلال وعدوانه، مجددًا الدعوة لشعوب أمتنا التي تمر قوافل الغذاء للكيان الصهيوني عبر أراضيها، إلى التحرك الفوري لمنع مرورها، فإن أقل حدود التضامن مع غزّة أن يدرك المجرم أن عاقبة حصاره لشعبنا وخيمة، مطالبًا بتفعيل دور المؤسسات الإغاثية الدولية وعلى رأسها الأونروا، لتسهيل وتنظيم دخول وتوزيع المساعدات، بما يحفظ كرامة أبناء شعبنا.