ناشيونال إنترست: أنصار الله تُحدث ثورة في الحروب البحرية
كتب Ramon Marks مقالة، نُشرت على موقع “ناشيونال إنترست”، قال فيها: “إن البحرية الأميركية تواجه تحديًا حقيقيًا في البحر الأحمر”، مشيرًا إلى ما قاله نائب قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركيBrad Cooper في شهر شباط/فبراير الماضي عن أن المواجهات البحرية مع جماعة أنصار الله اليمنية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.
كما لفت الكاتب إلى أنه جرى تخصيص ٧،٠٠٠ بحار للمعركة، وإلى أن أنصار الله بالرغم من قوة نيران البحرية الأميركية تواصل المعركة، حيث ما تزال تهاجم السفن التجارية والسفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر. كذلك أشار إلى أن أنصار الله أطلقت صاروخًا مضادًا للسفن على السفينة الحربية الأميركية USS Laboon، والتي كلّف بناؤها قرابة مليار دولار وفقًا للتقارير.
وأردف الكاتب: “حرب الإصابات انتشرت من البر إلى البحر، وما يجري في البحر الأحمر يظهر كيف أن تطوير الصواريخ المضادة للسفن المتنقلة البرية والمسيرات الرخيصة يحدث ثورة في مجال الحرب البحرية، تمامًا كما فعلت حاملات الطائرات خلال القرن المنصرم”. وتابع الكاتب أن: “السفن، ومن بينها، حاملات الطائرات لم تعد تتحكّم بالبحار، ينبغي عليها التنبه من أنظمة السلاح الموجودة على الشواطئ، والتي تستطيع الإفادة منها الدول وحتى المتمردون”.
كذلك قال الكاتب: “العبرة الاستراتيجية ممّا يحصل في البحر الأحمر هي أن إحصاء عدد السفن الحربية ربما لم يعد الوسيلة الأفضل لتقييم قدرة بلد معين على تعطيل ممرات المياه والسيطرة عليها”. وأضاف أن: “الصواريخ “غير القابلة للغرق” المتمركزة في الشواطئ والمسيّرات القادرة على ضرب الأهداف على بعد مئات، وحتى آلاف الأميال في البحر، تشكّل تهديدًا يوازي أو حتى يفوق التهديد الذي تشكّله السفن الحربية”.
كذلك تابع الكاتب أن: “لدى الصين صواريخ متنقلة مضادة للسفن ومسيّرات على طول خطها الساحلي الذي يبلغ طوله نحو ١٩،٠٠٠ ميل”، ونبّه من أن: “تدمير هذه الصواريخ والمسيّرات الصينية سيشكّل تحديًا أكبر حتى للبحرية الأميركية مقارنة مع أنصار الله”.
كما تحدث الكاتب عن عاقبة أخرى لهجمات أنصار الله في البحر الأحمر، وهي ما قد يصبح تحولًا دائمًا في أنماط التجارة والنقل العالميين، مشيرًا إلى أن نسبة ٤٠ بالمئة من التجارة بين آسيا وأوروبا كانت تمر عبر البحر الأحمر، وإلى أن التجارة البحرية أجبرت من الآن على اعتماد مسلك بديل بسبب هجمات أنصار الله، حيث تعتمد المسلك الأطول والأكثر كلفة حول رأس الرجاء الصالح.
كذلك تحدث الكاتب عن إفادة روسيا ممّا يحصل في البحر الأحمر، حيث إن هجمات أنصار الله زادت من الحركة التجارية عبر سكك الحديد الروسية بين الصين وأوروبا. وتابع الكاتب: “وإلى جانب هذه التحولات، خلقت هجمات أنصار الله في البحر الأحمر فرصًا جديدة لموسكو كي تستغل الأخيرة موقعها البري المركزي في يورو آسيا، حيث تنتقل المزيد من حركة السفن التجارية من ممرات المحيطات إلى البر الروسي”.
هذا؛ وبينما استبعد الكاتب أن تستطيع البحرية الأميركية وحلفاؤها الأوروبيون إيجاد حل عسكري حاسم للتخلص من الهجمات التي تنفذها أنصار الله عبر الصواريخ والمسيرات، قال: “إن حال الشلل مع أنصار الله ليست نصرًا، وإن واشنطن بدأت البحث عن صيغة دبلوماسية، حيث طلبت من إيران حتى المساعدة في إجراء مفاوضات عبر القنوات الخلفية”.
وتابع الكاتب: “وقف هجمات أنصار الله قد لا يحصل إلا بعد وقف الحرب في غزة”، لكنه أضاف أن:” التداعيات الطويلة الأمد لما يجري في البحر الأحمر لن تنتهي عندها”، كما قال: “إن تشكيل شرايين النقل التجارية الجديدة سيستمر، وكذلك النقاش حول كيفية تكيف القوات البحرية الحديثة مع المسيّرات والصواريخ المضادة للسفن المتمركزة في البر”، وأردف: “هذه التحديات أمام الغرب ستستمر إلى ما بعد توقف هجمات أنصار الله”.