تحليل أميركي: تحوّل في ميزان القوة بين إيران و”إسرائيل”
رأى الكاتب الأميركي غراغ بريدي Greg Priddy أنّ استعداد إيران لتوجيه ضربة مباشرة إلى “إسرائيل” من أراضيها يشكّل تحولًا مهمًا.
وفي مقاله الذي نُشر على موقع ناشيونال إنترست National Interest، قال الكاتب إنّ استهداف “إسرائيل” القنصلية الإيرانية في دمشق وقتلها قادة كبار في قوات حرس الثورة وصل إلى عتبة بحيث لم تعد طهران مستعدّة لممارسة “الصبر الاستراتيجي” وقرّرت بالتالي محاولة تغيير قواعد اللعبة”.
وتحدّث الكاتب عن ضغوط هائلة من الولايات المتحدة وأطراف أخرى من أجل تجنب التصعيد من خلال الردّ الإسرائيلي المحدود، وأضاف “”إسرائيل” ستكون أمام خسارة واضحة من بعض النواحي إذا ما اندلع نزاع إقليمي، إذ أنّ إيران وحزب الله وإيران قادران على إلحاق أضرار حقيقية عبر الضربات الصاروخية”.
وبحسب الكاتب، الحرب الإقليمية ستشهد تداعيات سلبية أخرى لـ”إسرائيل”، والرأي العام في الولايات المتحدة قد لا يدعم التورّط المستمر في المنطقة بعد حدوث ما يعتبر بالفشل الواضح، وخاصة إذا ما شملت التداعيات ارتفاع كبير بأسعار النفط.
وأشار الكاتب إلى أنّ النزاع الإقليمي قد يسهّل ضربات إسرائيلية وأميركية ضدّ برنامج إيران النووي بعد بدء التصعيد، محذّرًا من أنّ فترة ما بعد الحرب لن تساعد في احتواء هذا البرنامج، وأردف “باستطاعة الولايات المتحدة و”إسرائيل” إرجاع برنامج إيران النووي إلى الوراء عام أو عاميْن، غير أنّهما لا تستطيعان القضاء على التقدم الذي أحرز على صعيد تكنولوجيا التخصيب النووي الذي حقّقته إيران منذ أن انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018″.
كما رجّح الكاتب أن يستمرّ برنامج إيران النووي من دون إجراءات التفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما بعد حدوث الحرب، ونبّه الى أنّ توجيه ضربات متكرّرة ليس نتيجة جيدة سواء لـ”إسرائيل” أو الولايات المتحدة، ومن أنّ هكذا خيار لا يمكن أن يستمرّ إلى أجل غير مسمى.
ووفق الكاتب، إيران ستواجه مشاكل جمّة إذا ما حصل التصعيد، إلّا أنّها قادرة في الوقت نفسه على إلحاق أضرار كبيرة داخل المنطقة وكذلك ربّما على مستوى الاقتصاد العالمي.
وأضاف الكاتب أنّ هذا التحوّل في القوّة ظهر جليًا على صعيد العلاقات السعودية الإيرانية، لافتًا إلى اتفاق إعادة العلاقات بين البلدين الذي نصّ على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد الآخر.
وخلص الكاتب الى أنّه “كون تداعيات الحرب الشاملة قد تكون أسوأ بكثير لـ”إسرائيل” والولايات المتحدة مقارنة مع الفترات السابقة، فإن إيران قد تنجح في تغيير القواعد لصالحها على صعيد حرية حركة “إسرائيل”، أقلّه إلى مستوى مُعيّن، وذلك حتّى في حال ردّت “إسرائيل” وجرى تجنب التصعيد الفوري”، وختم “ميزان المخاطر قد تغيّر”.