دعمٌ ماليٌّ عراقي لوكالة الأونروا
أكد العراق استمرار دعمه ومساندته لأبناء الشعب الفلسطيني على مختلف الصعد والمستويات، لاسيما في ظل الظروف المأساوية الراهنة جراء العدوان الصهيوني المتواصل، منذ أكثر من سبعة شهور على قطاع غزّة.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال استقباله اليوم الثلاثاء، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني والوفد المرافق له بمواصلة تقديم كل أشكال الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني.
كما جرى، خلال اللقاء، استعراض جهود الوكالة في إغاثة الفلسطينيين الذين يرزحون تحت القصف الوحشيّ لقوات الاحتلال الصهيوني، واستمرار تقديم العون بالرغم من الاعتداءات التي طالت مقرّات الوكالة، واستشهاد عدد كبير من العاملين فيها. في هذا الصدد؛ بحسب بيان لمكتبه الإعلامي؛ أكد السوداني: “أن الجهود الكبيرة التي تقدمها الوكالة هي جهود إنسانية تقدرها الشعوب قبل الحكومات”؛ مؤكدّا استعداد الحكومة العراقية لتقديم كل الدعم والإسناد للوكالة والتخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني، مشيدا بــــ:”المواقف الشجاعة للأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، إزاء ما يحصل من عدوان آثم ضدّ الشعب الفلسطيني”.
وأعرب السوداني عن تعازيه لمن ذهبوا ضحية القصف العدواني من عمال الإغاثة العاملين في الوكالة، مؤكدًا أن: “استهداف مقرات الأونروا في غزّة هو جزء من حرب الإبادة التي ترتكب بحق الفلسطينيين”، لافتًا إلى أن: “العالم، اليوم، أمام كارثة إنسانية جديدة في رفح، بسبب تعنت الاحتلال وإصراره على قتل المزيد من المدنيين”. وجدد تأكيده على: “موقف العراق الثابت والمبدئي تجاه الحق الفلسطيني”، مبيّنًا أن: “معاناة الفلسطينيين ستتضاعف مع استهداف رفح، حيث لم يعد لهم مكان آمن يلجأون له”.
من جانبه، أعرب المفوض العام للوكالة عن تقديره لقرار الحكومة العراقية في مواصلة تقديم المساعدة لوكالة “الأونروا”، وأشاد بدور جمعية الهلال الأحمر العراقية والدعم السياسي والمالي، واستعرض الاعتداءات التي تتعرض لها الوكالة الدولية واستهداف مقراتها، ومواجهة العديد من موظفيها في فلسطين للاعتقال والتعذيب من سلطات الاحتلال، بهدف قطع هذا المنفذ المهم للمساعدة الإنسانية.
في سياق متصل، أعلن وكيل وزارة الخارجية العراقية للشؤون القانونية عمر البرزنجي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لـ”الأونروا”، فيليب لازاريني، تقديم الحكومة العراقية خمسة وعشرين مليون دولار لتعزيز عمل الوكالة في مجال إغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأشار البرزنجي إلى: “أن العراق يعرب عن قلقه مما تعانيه الوكالة من نقص حاد في التمويل، وعدم قدرتها على إغاثة النازحين الفلسطينيين”. وأكد رفض حكومة بلاده “سياسة التضييق التي تمارس ضد وكالة الأونروا”.
يُذكر أن العراق، حكومةً وشعبًا ونخبًا، كان في طليعة الدول التي قدمت كل أشكال الدعم السياسي والإعلامي والمالي واللوجيستي للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بعد اندلاع معركة “طوفان الاقصى” في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.العهد الاخباري