قضايا وآراء

“فايننشال تايمز”: “إسرائيل” في عزلة متزايدة ونتنياهو عبءٌ عليها

 

ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية أنّ “إسرائيل” التي تتعرض لضغطٍ متزايد من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى لـ”قيادة مسؤولة ورصينة لا يرغب رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، في توفيرها ولا يستطيع ذلك”.

وأوضحت الصحيفة أنّ المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اتّهم، الأسبوع الماضي، نتنياهو ووزير حربه، يوآف غالانت، بارتكاب جرائم حرب، مما أثار غضب الكيان وأكبر حلفائه، الولايات المتحدة.

كما أمرت محكمة العدل الدولية كيان الاحتلال بوقف هجومه على مدينة رفح جنوب قطاع غزّة. وفي الوقت نفسه، التزمت كلّ من أيرلندا والنرويج وإسبانيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي “ضربة رمزية ضدّ زعيم “إسرائيلي” يعارض أي حديث عن حلّ الدولتين”، وفق الصحيفة.

واعتبرت “فايننشال تايمز” أنّ “هذا يجب أن يكون بمثابة “جرس إنذار، ولحظة ليدرك “الإسرائيليون” فيها أنّه على الرغم من التعاطف العالمي مع حماس، فإنّ تصرفات حكومتهم اليمينية المتطرّفة تدفع إلى مزيد من العزلة”.

كذلك، وصفت ردّ فعل كيان الاحتلال على قرارات المحكمة الجنائية الدولية التي قالت فيها إنّ المدّعي العام لها ينكر “حق “إسرائيل” في الدفاع عن النفس”، بأنها معيبة، إذ إنّ كريم خان يعترف في طلبه بهذا الحق، لكنّه يقول إنه كان ينبغي ممارسته “بطريقة تتوافق مع قواعد الحرب”.

حلفاء “إسرائيل” مُحبطون

هذا، وأشارت الصحيفة إلى أنّ اجراءات المحاكم تُعتبر ضربة لـ”إسرائيل”، مؤكدةً أنّ الضغط الدولي بشأن الكارثة الإنسانية في غزّة يسلط الضوء على مدى صعوبة دعم نتنياهو واليمين المتطرّف الذي يعتمد عليه في الحفاظ على تماسك ائتلافه الحاكم، حتّى بالنسبة للحلفاء.

وأوضحت “فايننشال تايمز” أنّ شركاء “إسرائيل” يشعرون بالإحباط من مقاومة نتنياهو للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزّة المدمرة، وإصراره على مواصلة الهجوم على رفح.

كما بيّنت أنهم غاضبون أيضًا من رفضه وضع خطة قابلة للتطبيق في مرحلة ما بعد الصراع في القطاع، وفشله في كبح جماح المستوطنين اليهود الهائجين في الضفّة الغربية المحتلة، ورفض الاحتلال لخطط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لاتّخاذ خطوات نحو حل الدولتين.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ “حقيقة أنّ “”إسرائيل” وجدت نفسها في هذا الموقف تؤكد إلى أي مدى أصبح نتنياهو عبئًا على بلاده”، فهو يَعِد بـ”النصر” الكامل، ولكن يبدو أنّ هجومه على غزّة قد تعثر ولم تتحقق أهدافه الرئيسية.

وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج “إسرائيل” إلى قيادة مسؤولة ورصينة لا يرغب رئيس الوزراء الحالي في توفيرها، ولا يستطيع توفيرها، وفق “فايننشال تايمز”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى