“بوليتيكو”: واشنطن تدفع أثمانًا إستراتيجية في حربها مع أنصار الله
نشرت مجلة “بوليتيكو” الأميركية تقريرًا أشارت فيه إلى أن القوات الأميركية أطلقت نحو 800 صاروخ ونفذت سبع جولات من القصف الجوي ضد حركة أنصار الله في اليمن، لافتة إلى أن الحملة العسكرية هذه هي الأطول مدة للقوات الأميركية منذ ذروة “الحرب على داعش” في العراق وسورية خلال فترة ما بين عامي 2016 و2019.
وتحدثت المجلة عن اضطرار الولايات المتحدة إلى نشر سفنها الحربية في البحر الأحمر لمدة أشهر، مشيرة إلى ما قاله قائد القوات البحرية في القيادة الوسطى الأميركية جورج وايكوف خلال مؤتمر افتراضي عن أن فترة الانتشار الطويلة للسفن الحربية ستؤثر على القرارات التي ستتخذ في الأعوام القادمة.
ولفتت المجلة إلى ما قاله النائب الديمقراطي جو كورتناي العضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، حيث نبّه الأخير من أن الفترات الممتدة للعمليات ستضع المشرعين تحت الضغوط لرفع ميزانية البنتاغون بنسبة أكبر مما كانت تطمح إليه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعام المقبل، ومن أن الفترات الممتدة زمنيًا لنشر السفن تضع ضغوطًا على البحرية الأميركية.
كذلك تحدثت المجلة عن حالة إحباط لدى أعضاء في الكونغرس بسبب طول الفترة الزمنية للمهمات في البحر الأحمر وغياب أي هدف واضح ومحدد، منبهة إلى أنه جرى تخصيص قطع أساسية مثل حاملات الطائرات والمدمرات والطرادات وغيرها.
وأضافت المجلة أن البحرية الأميركية تتصدى للمسيرات الرخيصة الثمن التي تطلقها حركة أنصار الله والتي تنتج بأعداد كبيرة، مشيرة الى أن إطلاقها مستمر بحيث يجبر الجيش الأميركي على استخدام صواريخ تكلف ملايين الدولارات من دون أن تكون هناك نهاية تلوح في الأفق، معتبرة أن المعركة تحولت إلى الأكثر تكلفة واستدامة لواشنطن في المرحلة الراهنة، وأنها تحمل معها خطر تآكل العتاد العسكري الذي يفضل البنتاغون تخزينه من أجل المواجهة المحتملة مع الصين.
واعتبرت أن ما يحصل يتناقض من بعض النواحي مع إعلان بايدن الشهر الفائت. وبينما أعلن الأخير انسحابه من الترشح لولاية ثانية، إلا أنه قال “إن الرئيس الأول في هذا القرن الذي يستطيع القول للشعب الأميركي إن الولايات المتحدة ليست في حرب في أي مكان من العالم”.
وكشفت المجلة عن بقاء خطوط الإمداد مفتوحة إلى داخل اليمن رغم فرض إدارة بايدن العقوبات على أفراد وشركات تابعة لأنصار الله وكذلك أفراد وشركات إيرانية. ونقلت عن المسؤول السابق في البنتاغون جونثان لورد أن هناك ثمنًا باهظًا تتحمله الولايات المتحدة جراء مواصلة “مهمتها” في البحر الأحمر، وأن هذا الثمن يتضمن “تكلفة إستراتيجية حقيقية” على صعيد جهوزيتها، ناهيك عن التكلفة على صعيد القدرة الأميركية على نشر قوتها حول العالم”.
كما لفتت المجلة إلى أن “القوات الأميركية أطلقت أكثر من 135 صاروخ من طراز توماهوك خلال فترة نشر حاملة الطائرات USS Eisenhower في البحر الأحمر”، منبهة إلى أن “تكلفة الصاروخ الواحد من هذا الطراز تفوق مليوني دولار”، مشيرة إلى أن “السفن أطلقت 155 صاروخاً اعتياديًا من أنواع مختلفة أيضًا، حيث تصل تكلفة الصاروخ الواحد منها إلى ما بين مليوني وأربعة ملايين دولار”.
كذلك نقلت المجلة عن المسؤولة السابقة في البنتاغون دانا سترول أنه من الصعب القول إن حرية الملاحة عادت، وإن حركة أنصار الله وبعد أشهر من تلقي الضربات صعّدت حتّى في حملتها، حيث جرى استخدام المسيّرة التي استهدفت “تل أبيب”.
هذا، ونبهت المجلة إلى أن بعض الجمهوريين يقولون إن الحل لموضوع أنصار الله يكمن في ممارسة المزيد من الضغوط على إيران لافتة إلى ما قاله النائب الجمهوري مايك ولتز عن أن الصواريخ المضادة للسفن وصواريخ الجو أرض التي تستخدم ضد اليمن هي نفس نوع السلاح تحديدًا الذي سيلعب دورًا أساسيًا في أي مواجهة مع الصين، وبالتالي فإن بكين هي الفائز الأكبر. كما لفتت إلى ما قاله ولتز عن أن الأسطول الأميركي يتآكل، وعن إطلاق صواريخ تحتاجها الولايات المتحدة من أجل الدفاع عن تايوان.