الاحتلال يواصل غاراته ويشدد الحصار على شمالي قطاع غزّة
في اليوم الـ376 للعدوان على غزّة، جدد جيش الاحتلال “الإسرائيلي” استهداف منازل المدنيين في القطاع المحاصر مخلفًا شهداء وجرحى. وقد أفادت مصادر طبية باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة 8 آخرين في غارةٍ استهدفت منزلًا لعائلة القرم يؤوي نازحين في حي النصر.
هذا؛ وقال الدفاع المدني أنّ هناك عددًا من المفقودين ما يزالون تحت أنقاض المنزل الذي المستهدف بالقرب من برج الإيطالي في حي النصر؛ حيث يواصل جيش الاحتلال حصار شمالي قطاع غزّة، وخاصة مخيم جباليا لليوم الثاني عشر على التوالي وسط قصف مدفعي وجوي مكثف وإطلاق النار على كل من يتحرك ويتنقل من خلال الشوارع العامة أو الفرعية.
إلى ذلك؛ تمكّنت طواقم الدفاع المدني من انتشال جثامين 12 شهيدًا من مناطق مختلفة من مخيم جباليا، كما تقصف المدفعية “الإسرائيلية” مناطق محيط الفالوجا والشهداء الستة وأبوشرار غرب مخيم جباليا؛ حيث استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون قرب بركة أبو راشد وسط المخيم. وانتشلت طواقم الإسعاف جثامين شهداء من منزل عائلة الشرافي غرب المخيم؛ بينما أعلن الدفاع المدني انتشال جثماني شهيدين من برج الملش في الفالوجا في المخيم. واستشهد فلسطينيان في استهداف “إسرائيلي” لمجموعة مواطنين في شارع أحمد ياسين شمالي غزّة.
كما تشير التقارير الأولية إلى أنّ العملية البرية “الإسرائيلية” المستمرة في شمالي القطاع أسفرت عن استشهاد نحو 400 فلسطيني وإصابة المئات. وقالت مصادر محلية إنّ جيش الاحتلال يواصل زرع البراميل المتفجرة في الأحياء السكنية في منطقة الفالوجا غرب جباليا.
كذلك أفادت مصادر طبية باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في استهداف منزل لعائلة خلة في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزّة. وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف استهدف تجمعًا للمواطنين في الشاطئ وآخر في ملعب فلسطين.
من جهته، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة بفتح ممرٍ آمنٍ فورًا، بشكل حقيقي، لإنقاذ المنظومة الصحية شمال غزّة التي تمر بوضع كارثي وغير مسبوق بسبب عدوان الاحتلال. وقال المكتب الإعلامي الحكومي: “يواصل جيش الاحتلال “الإسرائيلي” استهداف المنظومة الصحية، في محافظة شمال قطاع غزّة، حيث هدد قبل أيام بإسقاط المستشفيات الأربعة التي تعمل في المحافظة، وأطلق النار على غرفة الإدارة في مستشفى كمال عدوان، وطالب جميع الطواقم الطبية بمغادرة المستشفيات الأربعة؛ وهي: مستشفى كمال عدوان، المستشفى الإندونيسي، مستشفى العودة، مستشفى اليمن السعيد”.
أضاف المكتب الإعلامي: “الوضع في مستشفى كمال عدوان -على سبيل المثال- وخاصة في قسم الحضانة يمر بمرحلة خطيرة لم يسبق لها مثيل، وهذه الحضانة هي الحضانة الوحيدة في محافظة شمال قطاع غزّة”. وتابع: “الحضانة ممتلئة بالمرضى، كما ويوجد حالات خطيرة في قسم العمليات، وحتى عمليات الولادة القيصرية تتم في ظروف خطيرة وغير صحية وغير مسبوقة، فالأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى وحدة عناية مركزة بشكل فوري وسريع”.
كما أوضح : “يجري نقل حالات تحتاج إلى عناية طبية فائقة، إلى قسم حديثي الولادة بدلًا من نقلها إلى وحدة العناية المركزة، وذلك بسبب عدم وجود مكان في قسم العناية، والذي هو ممتلئ بحالات البالغين بشكل كامل”. وأردف: “جميع الحالات صنفت بالحرجة؛ وتحتاج إلى تدخل طبي عاجل وعلى مستوً عالٍ، لكن ذلك غير متوفر بسبب الواقع الصحي الصعب الذي يعيشه المستشفى وسط تحدياتٍ كبيرةٍ بسبب استهداف الاحتلال للمنظومة الصحية بالكامل”.
كما
وأطلق المكتب الإعلامي نداء استغاثة عاجل بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في محافظة شمال غزّة، حيث تتعرض للقتل والإبادة الجماعية، فهي تعيش ومستشفياتها وضعًا كارثيًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
من جهتها، قالت حركة حماس إنَّ ما يحدث في شمال قطاع غزَّة، وتحديدًا في جباليا ومخيمها، هو عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان، يرتكب خلالها جيش الاحتلال الإرهابي المجازر بحق المدنيين، ويقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، ويضرب البُنى المدنية من شوارع وأحياء سكنية ومخابز ومستشفيات وآبار مياه. وأضافت الحركة في بيان صحفي: “عشرات الجثامين ما تزال تحت الأنقاض، وملقاة في شوارع جباليا ومخيمها، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ انتشالها أو الوصول إلى المصابين والمحاصرين في أماكن استهدافهم، فيما يواجه السكان وضعًا إنسانيًا مأساويًا، مع تشديد الحصار، ومنع وسائل الحياة كافة من دخول الشمال”.
كما أوضحت: “أن هذه الجرائم والمجازر المتصاعدة في شمال القطاع، تأتي في ظل أنباء وتقارير، تؤكّد بدء حكومة الاحتلال تنفيذ مرحلة جديدة من جريمة الإبادة الجماعية وبعنوان ما يُسمّى خطة الجنرالات، لفصل شمال قطاع غزَّة وتهجير سكانه؛ وليس آخرها ما كشفته وكالة “أسوشيتيد برس” من تسريبات عن تفاصيل هذه الخطة التي ترتكز على إحكام الحصار على شمال قطاع غزَّة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، وهي تعد من سيبقى داخله مقاتلين، ما يعني استهدافهم وقتلهم، بعد إعلان المنطقة عسكرية مغلقة.