من القدس إلى الضفّة.. سياسة الاحتلال في قضم الأراضي مستمرة
أصدرت المحكمة العليا للاحتلال الصهيوني، قرارًا يعطى بموجبه الضوء الأخضر لمصادرة أرض فلسطينية عليها 3 منازل جنوب مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد 20 عامًا من النزاع القضائي.
وقال صاحب الأرض سامي سميح درويش، إنّ ما يسمّى المحكمة العليا “الإسرائيلية” رفضت الاستئناف الذي كان قدّمه إزاء قرار الاستيلاء على أرضه، وأصدرت قرارًا دون جلسة، خسر بموجبه أرضه ومنازله.
وأوضح درويش أنّ قرار المحكمة يتكون من خمس صفحات، ويقضي بالاستيلاء على الأرض البالغة مساحتها أكثر من 14 دونمًا، والمنازل الثلاثة البالغة مساحتها 400 متر مربع.
وأضاف، أنّ المنازل المصادرة يسكنها قرابة 30 فردًا، محذرًا أنّه وأفراد عائلته معرضون في أية لحظة لإخراجهم من منازلهم.
وأكّد درويش أنّ الهدف من الاستيلاء على الأرض هو شقّ طرق مكان المنازل، وإقامة مجمّعين سكنيّين للمستوطنين، لافتاً إلى أنّ الأرض المصادرة تقع على مقربة من مستوطنة جيلو جنوب غرب القدس الشرقية.
وبيّن درويش أنّ ما تسمّى “دائرة أراضي إسرائيل” حاولت الاستيلاء على أرض قبل نحو عامين، الأمر الذي دفع العائلة للجوء إلى القضاء، وتقديم الوثائق الرسمية الصادرة عن الدائرة نفسها التي تؤكد تحرير تلك الأرض من الاستيلاء.
لكنّ المحكمة قامت بإلغاء هذه الوثائق، بحجة أنها صدرت منذ عام 1974، وينقصها توقيع وزير مالية الاحتلال، ولوجود قرار استيلاء إضافي صادر بالأرض دون علم العائلة عام 1986.
وذكر درويش أنّ مساحة أرضه كانت 242 دونمًا، قبل أن تصادرها سلطات الاحتلال في 30 آب/أغسطس 1970، ولم يتبقّ منها إلا 14 دونمًا ونصف، حافظت عليها العائلة منذ ذلك الحين.
وفرضت سلطات الاحتلال غرامة على العائلة مقدارها 20 ألف شيقل (5500 دولار) لرفض العائلة تنفيذ قرار الاستيلاء على الأرض.
وفي السياق نفسه، استولت مجموعة من المستوطنين، على 20 منزلًا مكونًا من الصفيح في طريق المعرجات شمال غرب أريحا، بعد تهجير أصحابها من عرب الكعابنة.
وقال المشرف العام على منظمة “البيدر” للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات إن “مستوطني البؤر الاستعمارية شمال غرب أريحا، استولوا على 20 بُركسًا كانت تؤوي عائلات رحّلها الاحتلال قسراً في تشرين الثاني/نوفمبر 2023”.
وأطلق المستوطنون أغنامهم في حظائر السكان الأصليين ومراعيهم، ضمن تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على البدو والأراضي في المعرجات شمال غرب أريحا.
ويسعى المستوطنون وقوات الاحتلال إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وفرض وقائع جديدة على الأرض.
وضمن الاعتداءات المتواصلة، هاجم مستوطنون أمس، المنازل الفلسطينية المحيطة ببلدة بورين جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
ويصعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بشكلٍ غير مسبوقٍ منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدعم من وزراء متطرفين في حكومة الاحتلال اليمينية.