وزير الصحة: نظامنا الصحي يقدّم اللازم في أصعب الظروف
أكد وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض جهوزية القطاع الصحي في لبنان لأي تطورات في حال توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وفي مؤتمر صحفي عقده الأربعاء 26 حزيران/يونيو 2024 لاستعراض خطة الطوارئ الخاصة بوزارة الصحة وإطلاع الرأي العام على الاستعدادات في حال تطور العدوان “الإسرائيلي” على جنوب لبنان وفي حال توسعه إلى مناطق لبنانية إضافية، أكد الوزير الأبيض على أن “موقف لبنان، ومنذ اليوم الأول للعدوان، كان ولا يزال الدعوة إلى وقف نار فوري وتجنيب المدنيين العزل والأبرياء والأطفال والنساء ويلات كل هذه الحروب”.
ولفت الأبيض إلى أن وزارة الصحة العامة قامت منذ بدء العدوان، بالرغم من الإمكانات الضئيلة المتوفرة، بإطلاق خطة طوارئ بهدف تهيئة القطاع الصحي في مجالات خمسة هي أولًا “إطلاق غرفة طوارئ صحية مهمتها التنسيق بين مختلف الجهات الصحية الفاعلة من مستشفيات ومستودعات أدوية ومستلزمات وعاملين صحيين وفرق إسعاف، إضافة إلى جمع المعلومات والترصد واحتساب الموارد سواء كانت موارد بشرية أم أدوية ومعدات”.
وتابع الأبيض شرح تفاصيل خطة وزارة الصحة للطوارئ، لافتًا إلى أنها ستقوم على “إعداد الكوادر البشرية في المؤسسات الصحية على أساس استقبال ومعالجة جرحى الحروب والتأكد من وجود خطط طوارئ في المستشفيات، خصوصًا على ضوء استخدام أسلحة جديدة يتقدمها الفوسفور المحرم دوليًا”.
وأشار الأبيض إلى أن “الإعداد اللوجستي عبر استقدام مستلزمات خاصة بالحروب وتوزيعها في المناطق، وخاصة تلك المستهدفة والتأكد من وجود مخزون إستراتيجي بدءًا من الأمصال والأوكسجين والطاقة” هو أحد مرتكزات تهيئة القطاع الصحي.
وأكد الأبيض على ضرورة “التنسيق بين الأجهزة والفرق الإسعافية العاملة المعنية بنقل المرضى والاستجابة للطوارئ، وإنشاء مركز متخصص في وزارة الصحة العامة مجهز بوسائل اتصالات متعددة”.
وشدد وزير الصحة على أهمية “وضع خطة خاصة لمعالجة آثار النزوح، وخصوصًا مع احتمالات تزايد الأعداد وتأمين علاجات وأدوية غسيل الكلى والسرطان والأمراض المزمنة من خلال الفرق والوحدات النقالة”.
ولفت الأبيض إلى “الجهد الذي تقوم به الوزارة مع الجهات الدولية والوقفات التي نفذتها أمام الوزارة والإسكوا والرسالة التي تم توجيهها خلال مشاركة الوزارة في اجتماع منظمة الصحة العالمية في جنيف والتي أكدت فيها جميعًا ضرورة احترام الشرائع الدولية واتفاقية جنيف التي تحمي العاملين الصحيين والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف”.
وختم قائلًا: “أؤكد للبنانيين أن القطاع الصحي بإذن الله صامد وقادر على مواجهة هذه الأزمة كما صمد في كل الأزمات السابقة”، موضحًا أن “ما لا يمكن التحضير له هو نوعية الاعتداءات، حيث تفوق الاعتداءات على غزة ما يمكن أن يتصوره العقل من همجية ووحشية”.
وقال وزير الصحة ردًا على أسئلة الصحافيين مطمئِنًا: “إن نظامنا الصحي بدأ يتعافى من الأزمة التي مرّ بها في السنوات الأخيرة، ويستطيع التصرف بشكل جيد”، مذكّرًا بأن “النظام الصحي والاستشفائي في لبنان استقبل ليلة انفجار مرفأ بيروت ستة آلاف جريح، مثبتًا أنه يقدم اللازم في أصعب الظروف”.
التتبع والترصد
ثم بدأ عرض تفصيلي للخطة بأقسامها الخمسة، وكانت البداية مع مديرة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة الدكتورة ندى غصن التي أوضحت أن “في الوزارة نظامين للتتبع والترصد، الأول نظام معلومات غرفة الطوارئ الصحية الذي يتابع يوميًا أعداد الضحايا بالتواصل مع المستشفيات وخدمات نقل الجرحى والضحايا، كما يتابع القدرة العلاجية من حيث الإبلاغ عن الأسرة المتاحة ونقل الضحايا وتقييم المستشفيات، كما الاحتياجات من الأدوية والمستلزمات وتغطيتها من قبل الشركاء”.
وأضافت غصن: “أما النظام الثاني فهو نظام معلومات للنازحين اللبنانيين وترصد أمراضهم الانتقالية من خلال الإبلاغ من المستشفيات والمراكز الصحية والمختبرات، كما يمكن لأي شخص أن يبلغ عن مرضه على الرقم الساخن 1787 وكذلك من البلديات والجمعيات غير الحكومية ومن خلال أي أخبار يتم بثها عبر “السوشيال ميديا”.
برامج بناء القدرات والتدريب
ثم تحدثت مسؤولة غرفة الطوارئ في وزارة الصحة العامة وحيدة غلاييني عن البرامج التي يتم تنفيذها في مركز عمليات الطوارئ وشرحت عن “برنامج التدريب على الاستجابة والاستعداد للطوارئ ولا سيما التعامل مع الفوسفور الأبيض المحرم دوليًا، وقد شمل التدريب 125 مستشفى ونحو 3092 شخصًا بهدف تعزيز قدرات الاستجابة الطارئة في المستشفيات”.
وقالت غلاييني إن “هذا التدريب مهد لبرنامج ثانٍ يتعلق بإدارة حوادث الطوارئ داخل المستشفيات في حال ارتفع عدد الإصابات بشكل كبير جًدا، وقد شمل هذا التدريب 118 مستشفى بهدف وضع خطط لإدارة حوادث الكوارث الجماعية بما يتناسب مع بنيتها التحتية ومواردها”.
التجهيز للطوارئ
بدوره، لفت رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة والمسؤول اللوجستي في غرفة عمليات الوزارة هشام فواز إلى أن “الوزير الأبيض أعطى منذ الدقيقة الأولى لبدء العدوان تعليماته بتوزيع أكثر من خمسين طنًا من الأدوية والمستلزمات الموجودة في مستودعات وزارة الصحة العامة على اثنين وعشرين مستشفى حكوميًا وخاصًا من مستشفيات الجنوب الأكثر عرضة للخطر ومستشفيات بعلبك الهرمل”.
وقال: “منذ بضعة أيام تم توزيع عشرة Trauma Kits من منظمة الصحة العالمية وهي عبارة عن أطنان من الأدوية والمستلزمات المخصصة لمعالجة جرحى الحروب من ضمن معايير عالمية موحدة، كذلك تم توزيع أدوية ومستلزمات وأكياس دم مقدمة من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة Anera على عدد من المستشفيات، علمًا بأن هناك كميات موضبة في مستودعات آمنة للحاجة القصوى”.
مركز التنسيق
ثم تحدث مدير وحدة إدارة المخاطر والكوارث في الصليب الأحمر اللبناني قاسم شعلان عن “المركز المشترك لدعم نشاط الهيئات الإسعافية بما يحقق التنسيق والربط عبر الأجهزة اللاسلكية بين الجهات المعنية لحسن الاستجابة وجعلها أكثر فعالية”.
إدارة شؤون النازحين من الأهالي
بعدها، تحدثت إيمان سبليني من دائرة الرعاية الصحية الأولية عن “متابعة حركة النزوح واستهلاك الخدمات الصحية من قبل النازحين ووضع آلية لتسهيل نقل الملف الطبي للنازحين الذين يعانون من أمراض مزمنة من مركز إلى آخر”.
وكشفت عن “وضع معايير لتصنيف مراكز الرعاية إلى مجموعات منخفضة ومتوسطة وعالية الخطورة وتركيب برادات تعمل على الطاقة الشمسية في جميع المراكز بالشراكة مع منظمة “اليونيسف” وتحديد ثلاثة عشر مركز توزيع احتياطي للدواء واللقاحات في المناطق كافة ووضع خطة لاستمرارية عمل نظام المعلوماتية للمراكز في حال انقطاع الإنترنت”.