الانتظار الطويل يثير الخشية من رد حماس.. فرصة للضغط على “إسرائيل”
أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل أنَّه وجدت “إسرائيل” والدول الوسيطة أنفسها في انتظار مرهق ومتوتر لرد زعيم حماس في قطاع غزة، محمد السنوار، معتبرًا أنَّ “الرد “الإسرائيلي” الإيجابي على عرض الوساطة، والاهتمام المفرط لدى الجمهور والمؤسسة السياسية في البلاد بما يبدو كصفقة مكتملة، نقل الكرة إلى ملعب السنوار. على ما يبدو، جميع الشروط مهيأة لموافقة حماس — وقيادة المنظمة في الخارج على الأرجح تدعم الاتفاق بالكامل”.
وأضاف هرئيل: “الأمور ليست واضحة تمامًا من الجانب “الإسرائيلي”، رئيس الحكومة نفسه لم يتطرق علنًا للتقدم السريع في المفاوضات. صوت بنيامين نتنياهو غائب. مساعدوه يقدمون معلومات لوسائل الإعلام عن بعض تفاصيل الاتفاق الجاري تحضيره، في حين أن وسائل الإعلام التي تدعمه تبدأ تدريجيًا في دعم الاتفاق علنًا، رغم أنه يتضمن تنازلات كان نتنياهو قد تعهد قبل أشهر بعدم اتخاذها. نتنياهو يجري منذ يومين محادثات مكثفة مع شركائه السياسيين ومع ممثلي العائلات، لكنه حاليًا لا يتحدث مباشرة مع الجمهور”.
وأشار إلى أنَّه في هذه الأثناء، الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف، الذي يفتقر إلى المسؤولية، لا يزال يحاول الإمساك بالحبل من كلا الجانبين، الوزير بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية، خرج بشدة ضد الاتفاق الذي وصفه بـ”الكارثي”، لكنه لم يرفق بتصريحه بالإعلان عن انسحابه من الحكومة. وذكر أنَّ شريكه وخصمه، الوزير إيتمار بن غفير من حزب قوة يهودية، وجد مرة أخرى طريقة للتحايل على سموتريتش من اليمين. أمس، دعا بن غفير سموتريتش للتعاون معه والانسحاب معًا من الحكومة احتجاجًا على الاتفاق.
واعتبر أنَّه من غير المرجح أن يحدث ذلك – ولكن في كل الأحوال، سيكون لنتنياهو أغلبية مضمونة من الوزراء في الكابينت الذين سيؤيدون الاتفاق – لكن في الوقت الحالي، قدم بن غفير اعترافًا مثيرًا للاهتمام. وقال إنه “هو وشركاؤه تمكنوا على مدار العام الماضي من منع الاتفاق من التحقق. إذا كان بن غفير صادقًا، فهذا يعني أن الضغوط السياسية التي مارسها هو وسموتريتش هي التي منعت الاتفاق طوال العام الماضي، الذي شهد مقتل عشرات “المختطفين” في الأسر والعديد من الجنود “الإسرائيليين” في المعارك في قطاع غزة”.
وتابع: “نتنياهو كرر نفيه لهذه المزاعم أمس، ردًا على تصريحات بن غفير، ولكن هذه المرة كانت من خلال “مصدر إسرائيلي”. ادعاء نتنياهو بأن المعارضة كانت لأسباب موضوعية وأمنية لا يقنع. ما الذي تغير منذ تراجعه عن المسار الذي كان مشابهًا للغاية لما تم اقتراحه في أيار/مايو من العام الماضي، بخلاف دخول الرئيس ترامب في الصورة، الذي أبدى استعداده للضغط بشكل علني إذا لم يتم توقيع الاتفاق؟”.
وختم هرئيل بالقول: “هذه الحالة تتفق مع الوصف الذي قدمه بن غفير. إنها تعزز الشكوك التي تم التعبير عنها هنا مرارًا وتكرارًا، بأن رئيس الحكومة يطيل الحرب عمدًا، وبالأساس من أجل الاعتبارات السياسية للبقاء في السلطة”.