اهم الاخبارقضايا وآراء

كاتب أمريكي: الحديث عن نصر تركي في سورية ليس في محلّه

 

رأى الكاتب في مجلة “فورين بوليسي” الأميركية ستيفن كوك أن تركيا لم تنتصر في سورية أو أقلّه لم تنتصر حتى الآن، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه عقبات أساسية أمام تنصيب نفسه كالقوة الخارجية الأكثر نفوذاً في دمشق.

وأضاف كوك: “يعود الادعاء بأن تركيا انتصرت في سورية بشكل كبير إلى كون “هيئة تحرير الشام” قادت سقوط حلب الذي أدى إلى سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، غير أن الأمور ليست دائمًا كما تبدو، فالهجوم الذي وافقت عليه تركيا على حلب كان من المخطط أن يكون محدودًا. أنقرة كانت تهدف إلى الضغط على الرئيس السوري وقتها من أجل التفاوض حول عودة العلاقات التركية السورية، وليس إلى إسقاط الأسد. لم يغيّر الأتراك في سياستهم إلّا عندما انهار الجيش السوري، فزعموا أن إنهاء حكم بشار كان مخططهم طوال الوقت”.

وتابع: “كانت الشراكة بين تركيا وهيئة تحرير الشام منتجة بلا شك، لكن القول إن أنقرة منتصرة في سورية يفترض أن الحكومة التركية هي من تملك كل الأوراق في العلاقة. وعلى الأرجح كان الوضع كذلك، إلّا أن هيئة تحرير الشام لم تعد تحتاج إلى أردوغان بذاك الشكل بعد زوال نظام الأسد. يملك الشرع خيارات أكثر على صعيد الشركاء الخارجيين مقارنة مع ما كان الوضع عليه قبل شهرين”، وأردف: “تركيا ليست خارج اللعبة بالطبع، لكن مساعي دول عربية بارزة لفتح التواصل وإنشاء علاقة عمل مع قادة سورية الجدد تسلط الضوء على نقطة ضعف تركية في المنطقة، وهي أن القادة في أنقرة يزعمون أن هناك تقاربًا ثقافيًا مع الدول العربية والذي يعطيهم رؤية متميزة لمجتمعات الشرق الأوسط. هذا الادعاء هو فارغ المضمون لدرجة كبيرة ويستند على قراءتهم الخطأ للتاريخ العثماني”.

وبحسب الكاتب، بغض النظر عن التقارب الذي قد يراه الأتراك بينهم والسوريين، فإنه على الأرجح أقلّ بكثير مقارنة مع التقارب بين السوريين والعرب، وهذا يعطي تفوّقًا للسعودية والإمارات والعراق والأردن على تركيا في دمشق.

وأردف: “لن يقبل الأكراد بأن يتم القضاء عليهم، ولديهم القدرة على المقاومة، وبالتالي تكون تركيا أمام الاحتمال الذي لا تحسد عليه وهو الاضطرار إلى خوض حرب عصابات على جبهتين في سوريا والعراق حيث يتواجد حزب العمال الكردستاني.

وخلص الكاتب إلى أن “هيئة تحرير الشام ليست بالضرورة شريكاً في مساعي تركيا لتصفية الأكراد، وفي مؤشر ملموس على أن القوة التركية في دمشق ما بعد الأسد ليست كما تريد أنقرة للجميع أن يصدق، أعلن اردوغان أنه يتوقع من الحكومة الجديدة أن تساعده في مساعيه للقضاء على وحدات حماية الشعب (الكردية)، ويشكل ذلك اعترافًا ضمنيًا بحدود القوة التركية في العاصمة السورية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى